الاعتداء الأمريكي الأخير الذي طال القوات الشعبية التي تقاتل تنظيم داعش بريف دير الزور لم يكن محض صدفة ولم يكن الأول من نوعه وإنما جاء في سياق مساعي واشنطن لتعويم مشروعها في المنطقة عبر اعتمادها
على أدوات إرهابية تحاول شرعنتها تحت مسميات جديدة خادعة بعدما وفرت لها عبر السنوات الماضية الغطاء والدعم اللازمين.
وكالة (سانا) الرسمية، الجمعة، وثقت ذلك عبر عشرات الأخبار والتقارير بالدلائل والبراهين مستشهدة بالوقائع وبمواقف دول كبرى حاضرة في ميدان محاربة الإرهاب ولاسيما بيانات وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين إضافة إلى شهادات الأهالي الذين كانوا شهود عيان في كل مرة كانت تقدم فيها واشنطن على مد يد العون وطوق النجاة لـ “داعش” وأمثالهم في سورية.
التحالف الدولي قام بنقل مجموعات مسلحة من تنظيم “داعش” من مخيم السد بالريف الجنوبي إلى جهة مجهولة على متن حوامات عسكرية أمريكية
ولعل أبرز تلك البراهين افادات مصادر أهلية من ريف الحسكة في نوفمبر الماضي بأن التحالف الدولي قام بنقل مجموعات من تنظيم داعش من مخيم السد بالريف الجنوبي إلى جهة مجهولة على متن حوامات عسكرية أمريكية وذلك بعد أيام من إقدام المروحيات الأمريكية على تنفيذ هبوط بظروف مشابهة بالقرب من سد الباسل جنوب الحسكة وعلى متنها 47 متزعما من _داعش_ فروا أمام ضربات الجيش السوري وتم نقل المصابين منهم لتلقي العلاج عبر منظمة _أطباء بلا حدود_.
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية عبر مركز التنسيق الروسي في حميميم في السادس عشر من نوفمبر أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن لا يزال يواصل تعاونه مع بقايا المسلحين في سورية وأن المدربين العسكريين الأمريكيين يقومون بإنشاء وحدات عسكرية جديدة تحت مسمى الجيش السوري الجديد بالقرب من مخيم للاجئين في مدينة الحسكة وذلك من مجموعات منشقة عن الإرهابيين.
وفي سياق التماهي بين التحالف الأمريكي وقوات قسد المدعومة أمريكياً من جهة وبين داعش من جهة ثانية كان الاتفاق على إخراج مئات من مجموعات داعش من الرقة بحماية قوات قسد ونقلهم إلى أماكن انتشار هذه القوات ليصار إلى دمجهم في ما أسمته واشنطن بـالجيش السوري الجديد هذا عدا عن اتفاق مشابه تم بموجبه نقل مسلحين من مدينة الطبقة ومناطق المنصورة والكرامة بريف المدينة نحو مناطق تشهد اشتباكات بين التنظيم والجيش السوري.
وعلى مبدأ شهد شاهد من أهلها جاء إقرار وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بأن داعش صناعة أمريكية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط ليقطع الشك باليقين بأن الدم الذي يسيل في سورية بخناجر داعش وبنادقهم إنما هو صناعة أمريكية أكدته لاحقاً وزارة الدفاع الروسية التي كشفت تعامي القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف عن عبور نحو 400 مسلح بعرباتهم الثقيلة من منطقة الوجود الأمريكي ليشنوا هجمات متزامنة على نقاط الجيش السوري في محور السخنة-دير الزور وعلى مدينة القريتين بريف حمص الشرقي تلاه نشر الوزارة ذاتها صوراً التقطت من الجو في مناطق انتشار داعش خلال فترة ما بين 8 و12 سبتمبر الماضي تظهر العديد من عربات _همر_ الأمريكية بجوار النقاط المحصنة التي أقامها التنظيم.. وقبل ذلك كان البرهان الأبرز حينه للتشابك الأمريكي الداعشي إقدام طيران _التحالف الأمريكي_ في جويلية الماضي على الاعتداء على أحد مواقع الجيش السوري في جبل ثردة بدير الزور ما مهد بشكل واضح لهجوم _داعش_ على الموقع والسيطرة عليه قبل أن يفك الجيش العربي السوري الحصار عنه مؤخراً.