-
الجزائر تحمل لواء إنصاف إفريقيا ورفع الظلم التاريخي عنها
-
نصرة القضايا العادلة المناهضة للاستعمار وفي مقدمتها القضيتين الفلسطينية والصحراء الغربية
خاضت الدبلوماسية الجزائرية خلال السنة المنقضية 2024، معركة دبلوماسية متعددة الجبهات، وبرزت معالم هذه المعركة بوضوح مع النشاط الدبلوماسي لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والتحركات والمبادرات داخل مجلس الأمن للأمم المتحدة من أجل ترسيخ السلم والأمن الدوليين والدعوة إلى إقامة نظام دولي عادل ومتوازن وكذا نصرة القضايا العادلة المناهضة للاستعمار وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، بالإضافة إلى الدفاع عن إفريقيا ومصالح شعوبها ورفع الظلم التاريخي عنها.

وفي خضم التحولات العميقة التي عرفها العالم خلال سنة 2024 وكان أبرزها تصاعد حجم إبادة الشعب الفلسطيني من طرف الكيان الصهيوني المحتل المدعوم بالتحالف الغربي، واصلت الدبلوماسية الجزائرية الثبات على مواقفها لنصرة القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا تزال الجزائر تعتبرها القضية المركزية الأم للعالم العربي والإسلامي، وفي هذا الإطار سمح النداء الذي أطلقه رئيس الجمهورية في نهاية 2023 إلى أحرار العالم وشرفائه بتحقيق نتيجة إيجابية وتقدم كبير من خلال قبول محكمة العدل الدولية لهذه الدعوة بعد نضال ومساعي حثيثة قامت بها دولة جنوب افريقيا بهذه المحكمة الدولية، كما كللت جهود الجزائر ومعاركها الدبلوماسية لاسيما داخل مجلس الأمن للأمم المتحدة، حيث لم تنقطع الجزائر بقيادة ممثلها الدائم بمجلس الأمن وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، من إعلاء القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في أجندة الجزائر بمجلس الأمن في كل اجتماع يعقده، وكللت هذه المساعي بحصول فلسطين على تأييد أكثر من 143 دولة للاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين في هيئة الأمم المتحدة. كما كانت هذه القضية الشريفة، في صلب أجندة لقاء رئيس الجمهورية مع قادة العالم ومسؤولي هيئات ومنظمات دولية خلال زيارة الرئيس تبون إلى عدة عواصم منها القاهرة، وسلطنة عمان وكذا موريتانيا إلى جانب لقاء الدول السبعة الكبار بإيطاليا، بالإضافة إلى الزيارات التي قام بها العديد من رؤساء الدول إلى الجزائر على غرار رئيسة الهند وسيراليون والرئيس التونسي والسلوفيني والإيراني السابق، وعدد معتبر من المبعوثين الخاصين ووزراء خارجية عدة عواصم. وما يقال عن القضية الفلسطينية يقال أيضا على القضية الصحراوية، التي لا تزال الجزائر تعتبرها على غرار المجموعة الدولية قضية تصفية استعمار في آخر مستعمرة بالقارة الإفريقية، إذ لا تزال الجزائر تنادي بصوت عال وعلى أعلى مستويات بضرورة تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه كما تنص على ذلك لوائح ومقررات هيئة الأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية. كما تبرز بلادنا في كل مناسبة، أن أي صيغة للحل في قضية الصحراء الغربية تتنافى مع تصفية الاستعمار، هي خرافة على شاكلة الحكم الذاتي التي اختلقها المغرب وحلفائه في مقدمتهم فرنسا للتنصل من مسؤوليتهما التاريخية أمام المجتمع الدولي والشعب الصحراوي. ويتضح أن الجزائر وكما وعد بها الرئيس عبد المجيد تبون في كل مناسبة، فإنها تواصل تكريس عهدتها في مجلس الأمن الدولي لنصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. ورغم تعقيدات الوضع الدولي وصعوبته، فإن الجزائر وبتوجيهات من رئيس الجمهورية لم تتوقف في كافة المنابر الدولية عن الدعوة إلى ضرورة إصلاح النظام الدولي الحالي وإقامة نظام جديد وعادل بين جميع الدول والأمم خاصة إفريقيا لاسيما من خلال منحها هذه القارة مقعدين دائمين بمجلس الأمم بالأمم المتحدة كخطوة لإنصاف هذه القارة التي عانت كثيرا من الاستعمار خاصة من طرف فرنسا وحلفائها ناهيك عن اعتبار إفريقيا المورد الرئيسي للمواد الأساسية والطبيعية للعالم.
تكثيف العمل الإفريقي المشترك وجهود كبيرة لخدمة أمن واستقرار ونماء المنطقة

ولعل أهم ما ميز النشاط الدبلوماسي للجزائر في سنة 2024، هو العودة بقوة للساحة الإفريقية وتعزيز دور الجزائر لرفع صوت هذه القارة وحماية مصالحها، فبدءا بمطالب إنصاف القارة السمراء في مجلس الأمن لم تتوقف الجزائر من تكثيف عملها الإفريقي المشترك المتعددة أو الثنائي في هذا الصدد من أجل تحقيق مصالح شعوب إفريقيا والحفاظ على سيادتها وسيادة ثرواتها، والدليل على ذلك إيفاد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للعشرات من المبعوثين الخاصين إلى دول إفريقية صديقة وشقيقة من أجل تبادل الرؤى والتحليلات والاستشراف وما يقال عن إفريقيا يقال أيضا عن منطقة الساحل، حيث سجلت الدبلوماسية الجزائرية طيلة الأشهر الأخيرة حضورها المتميز وانخراطها الفعلي في جل الجهود الرامية لتحقيق المقاصد النبيلة وتحريم المساس بالشأن الداخلي لدول هذا الفضاء لاسيما في ليبيا ومالي وتفضيل الحوار الوطني على أي آلية أخرى لوضع حد لتعقيدات الأزمات الداخلية التي تعيشها دول الجوار.
مساعي متواصلة لإقامة شراكة متوازنة ونافعة في الجوار المتوسطي ومع الاتحاد الأوروبي

وخلال نفس الفترة أي 2024، واصلت الجزائر بقيادة الرئيس تبون مساعيها وجهودها الرامية لإقامة شراكة متوازنة ونافعة في جوارها المتوسطي ومع الاتحاد الأوروبي وتحرص الجزائر على أن تكون هذه الشراكة تمتثل تمام الامتثال لمبدأ توازن مصالح الطرفين وتضع نصب أولوياتها دعم جهود التنمية الاقتصادية في بلادنا دون أي قيود ودون أي شروط ودون أي عوائق مع تصور استراتيجي أشمل، قوامه التنمية المستدامة بأتم معانيها. وفي هذا السياق كان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أكد أن الجزائر تتطلع إلى الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة الذي يجمعها مع الاتحاد الأوروبي، في جو من الثقة والسلاسة والتفاهم، لإعادة التوازنات المطلوبة في هذا الاتفاق ولتمكينه من التماشي مع الواقع الاقتصادي الجديد لبلادنا ولتأهيله كأداة ناجعة لتحقيق التنمية المستدامة.
محمد. د