تجاهل مستمر لمختلف الإجراءات الإحترازية.. مختصون يرمون الكرة في ملعب المواطن

تجاهل مستمر لمختلف الإجراءات الإحترازية.. مختصون يرمون الكرة في ملعب المواطن

وجّه منتسبو قطاع الصحة دعواتهم للمواطنين من أجل الإلتزام التام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، معتبرين بأن الجزائر أضحت اليوم في مفترق طرق، حيث يتحقق ذلك بتضافر جهود الجميع من سلطات وجمعيات ومواطنين المطالبين اليوم أكثر من ذي قبل بالتحلي بروح المواطنة.

لفت الأطباء في مداخلتهم خلال يوم تحسيسي مفتوح ضد الجائحة نظمته الإذاعة الوطنية بالتنسيق مع الإذاعات الجهوية، مؤخرا، بالقول إن الكرة اليوم أضحت في مرمى المواطن الذي عليه أن يكون مسؤولا أمام الضمير والأمة، وأن يمتثل لتوصيات الأطباء بخصوص الوقاية من الفيروس خاصة بعد ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة بما ينذر بالخطر.

لا حلّ بدون وقاية

رغم الإرتفاع المقلق في الحالات الجديدة للإصابة بفيروس “كورونا”، الذي تعرفه الجزائر  في الفترة الأخيرة، إلا أن العديد من المواطنين ما يزالون يرفضون الالتزام كليا بالإجراءات الاحترازية، للوقاية من الوباء، حسب ما سجله مختصون في الصحة، ويرى ممارسون في الصحة، أن الاستهتار بالإجراءات الاحترازية، هو السبب الرئيسي في الارتفاع المقلق لحالات الإصابة بـ “كوفيد-19” في الأيام الأخيرة.  وأمام هذه الوضعية المقلقة، شدد مهنيو الصحة العمومية على ضرورة احترام التدابير الوقائية لمجابهة تفشي الجائحة.

أطباء يستجدون الضمائر الحية

دعت د. حكيمة عبد اللاوي، طبيبة مفتشة، عضو لجنة مكافحة فيروس كورونا بولاية بومرداس، في تدخلها المواطنين على اختلاف مستوياتهم، إلى ضرورة الأخذ بنصائح الأطباء وبأسباب الوقاية التي تبقى أساس الحماية الوحيدة من العدوى، وخاطبت الضمير الجماعي بقولها “اتقوا الله في المرضى المزمنين وكبار السن.. احموا أنفسكم من أجل هؤلاء، فاليوم العالم يقف عاجزا أمام هذا الفيروس القاتل”، وأضافت متحدثة عن الجيش الأبيض الذي يواجه الفيروس منذ أزيد من 4 أشهر قائلة “عمال الصحة تعبوا كثيرا.. فنفسية البعض محبطة، فهناك من لم ير أولاده منذ أربعة أشهر.. صحيح أنهم مجندون ولكن نريد من المجتمع أن يقدم لنا يد العون بالالتزام بتدابير الحجر الصحي وإجراءات الوقاية”.

من جهته، تحدث الدكتور مراد بوحة، طبيب عام بالحماية المدنية لبومرداس، عن أهمية التحلي بروح المواطنة خلال هذا الظرف الصحي الاستثنائي، حيث قال بأن الحفاظ على النفس البشرية من الإيمان الحق. كما قال خلال نفس الفعالية على أمواج إذاعة بومرداس الجهوية، بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس كذبة، مؤكدا بأن مضاعفات الإصابة بالفيروس ثقيلة على الصحة، متحدثا عن حالات أصيبت بالعدوى وتماثلت للشفاء ولكن بقيت تعاني من مضاعفات كالقصور في التنفس والإعياء العام، ما جعله يدعو المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الوقاية التي تبقى خير علاج في هذا الظرف الخاص.

المواطن الحلقة الأهم في مكافحة الفيروس

أكد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة في الولاية، يوسف بوخاري، على أن ارتداء القناع الواقي ونظافة اليدين والتباعد الاجتماعي، تصرفات هامة جدا لمكافحة الفيروس، مشددا على ضرورة تجنب التجمعات العائلية، مثل الأعراس، حفلات الختان، أعياد الميلاد، لوقف انتشار “كوفيد-19”.

ثلاثية الخوف.. اللامبالاة والملل

يختلف تعاطي المواطن الجزائري مع استمرار الجائحة بين اللامبالاة والملل من طول المدة والبعض الخائف من الوضع، فريد صاحب محل للأجهزة الكهرومنزلية، يقر بأن ارتداء القناع الواقي إلزامي، غير أنه ينزله إلى أسفل الذقن ويعلل ذلك بقوله “أسمح لنفسي أحيانا بإزالته للاستراحة قليلا”، لافتا إلى “أنه يلتزم بالتدابير الوقائية الأخرى، على غرار نظافة اليدين والتباعد مع الزبائن”. وأوضح فريد الذي وضع لافتة في الاتجاه المقابل لمدخل محله، كتب عليها “ارتداء القناع إجباري”، أنه يطلب من جميع زبائنه احترام هذا الإجراء الوقائي قبل الدخول إلى المحل”.

من جهتها تقول أمال، موظفة بمؤسسة خاصة، كانت تصطحب أبناءها مرتدين الأقنعة الواقية، إنها لا تخرج لا هي ولا ابنتها الصغيرة دون قناع واقٍ، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، مضيفة أنها تلتزم بإجراءات ارتداء القناع الواقي ونظافة اليدين والتباعد الاجتماعي التي أصبحت تصرفات شبه طبيعية لديها. واستطردت تقول “أرتدي دائما القناع الواقي، في الشارع والمحلات والإدارة التي أعمل بها، وأحرص أيضا على تذكير زملائي بذلك، لأنني لا أريد المخاطرة. لدي عائلة يتوجب أن أحافظ عليها”. كما أشارت إلى “أن التحلي يوميا بهذه التصرفات، هو سلوك مسؤول ودليل على ما يحمله الشخص من احترام للآخر”.

من جهتها، قالت السيدة مخفيدة التي كانت ترتدي قناعا واقيا، وتنتظر دورها للدخول إلى القصابة، محترمة بذلك إجراء التباعد “أن هذه التصرفات هي طوق النجاة للخروج من هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة”، مشددة على ضرورة احترام هذه التدابير الوقائية.

وتساءلت من جهة أخرى، عن المانع في أن يقوم الشباب بتحية بعضهم البعض على بعد متر ونصف المتر دون التصافح، وأن يرتدوا القناع الواقي إلى غاية الرجوع إلى البيت، وتكرار عملية غسل اليدين عدة مرات في اليوم، مضيفة أن “هذه التصرفات البسيطة التي غالبا ما يمتنع الكثير من الشباب عن القيام بها، يدفع ثمن نتائجها الوخيمة الآباء والأجداد”.

للشباب رأي آخر لتبرير عدم اكتراثهم بالالتزام بالتدابير الوقائية، إذ يعتقدون أن الفيروس يصيب أكثر المتقدمين في السن، والمصابين بأمراض مزمنة، في حين أن الشباب تحميهم قوة مناعتهم. وقد أصبحت رؤية مجموعات من الشباب وهم يتسلون بلعبة “الدومينو” أو لعبة الورق، أو يتبادلون فيديوهات وتطبيقات محمولة دون أدنى وسائل الوقاية، أو التباعد الاجتماعي من المشاهد العادية واليومية بالأحياء السكنية.

لمياء. ب