تتوقع وصول المزيد من منطقة جنوب الصحراء، الجزائر تؤكد: نتعامل بكل “إنسانية” مع المهاجرين الأفارقة

elmaouid

الجزائر- أكد مدير الدراسات المكلف بالهجرة لدى وزارة الداخلية، حسان قاسيمي، أن الجزائر أنقذت 14 ألف مهاجر إفريقي (نساء وأطفالا) كانت تستغلهم جماعة إجرامية من النيجر في التسول.

وخلال ندوة صحفية، أوضح مدير الدراسات المكلف بالهجرة لدى وزارة الداخلية، حسان قاسيمي، بقوله: “لقد أنقذنا 14.000 امرأة وطفل من بين أيادي هذه الجماعة الإجرامية النيجيرية التي كانت قد بدأت في تنظيم صفوفها بالتراب الوطني استغلال هذه الشريحة الهشة في التسول”.

وأشار المسؤول إلى أن هذه الجماعة التي كانت تنشط في الجزائر منذ ثلاث سنوات قد استغلت النساء والأطفال في أعمال التسول.

وذكر المسؤول بوزارة الداخلية أن الجزائر تتوقع وصول مزيد من المهاجرين غير الشرعيين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بعدما جعل الاتحاد الأوروبي الوصول إلى القارة أمرا أكثر صعوبة.

وأغلق اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016 الطريق البحري إلى الجزر اليونانية والذي سلكه قرابة مليون مهاجر في 2015. كما انخفضت حالات المغادرة من ليبيا، أحدث نقطة انطلاق رئيسية، بفضل دعم التكتل لخفر السواحل الليبي. وتساعد إيطاليا تونس أيضا لمنع مغادرة القوارب.

وقال قاسيمي، إن عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين وصلوا إلى الجزائر لكن يمكن الحديث عن مئات الآلاف في المستقبل القريب بعد إغلاق أوروبا أبوابها.

وأكد قاسيمي أن الحكومة قد اتخذت تدابير “إنقاذ” لمواجهة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الداخلية جعلوا من هذا الملف “أولوية وطنية” و”نحن نسهر على تجنيب سلامة وأمن بلدنا كل تهديد قد يترتب عن وضع ما، وفي أي وقت ما”.

وبخصوص تسيير هذا الملف، أوضح قاسيمي أن الحكومة أولت “أهمية كبيرة” للجانب الإنساني بحيث تتوخى الدولة “الأخلاقيات العميقة” في التكفل بهذه القضية، مفندا الاتهامات التي تسعى بعض الأطراف والمنظمات إلى إلصاقها بالجزائر بخصوص طريقة التعامل مع هذا الملف.

وقال المسؤول ذاته “عندما يتم الحديث عن حملات مداهمة وترحيل فنحن لسنا نازيين. بل الذين مارسوا مداهمات وعمليات ترحيل هم النازيون”، معربا عن استيائه للحملة “العنيفة” التي تستهدف الجزائر بخصوص مسألة الهجرة.

وأشار المسؤول إلى أن الجزائر قدمت مساعدات إنسانية لإفريقيا، مذكرا بمسحها لديون 14 دولة من القارة بقيمة 3.5 مليار دولار خلال  السنوات الخمس الأخيرة.

ولدى تطرقه إلى شبكات الهجرة، كشف قاسيمي أن هذه الأخيرة سيطرت عليها جماعات النهب والإرهاب والإجرام والتحريض، مضيفا أنه تم خلال  الأشهر الثلاثة الأخيرة حجز ما يقارب 39 مليار سنتيم في أدرار وتمنراست وإليزي.

وكشف قاسيمي أن شبكة تهريب المهاجرين غير الشرعيين في أغاديز (النيجر) باتجاه ليبيا والجزائر، تقدر مداخيلها شهريا بـ 140 مليون أورو، مشيرا إلى أن هذه الأموال تعاد رسكلتها في نشاطات التهريب والإرهاب والتحريض.

وفي رده على سؤال حول ارتكاب المهاجرين الأفارقة لجنايات أو جرائم بالجزائر، أشار قاسيمي إلى أنه خلال  السنوات الخمس الأخيرة، تمت إدانة 56.000 مهاجر إفريقي بسبب جرائم وجنح، منهم 30.000 مالي و20.000 نيجيري، مؤكدا أن الجزائر جندت ما يقارب 20 مليون دولار لمواجهة هذه الظاهرة.