كلّف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، لتمثيله في قمة الدول العربية والإسلامية الأمريكية، التي ستجري، الأحد، بالعاصمة السعودية الرياض.
وذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان لها، السبت، أنه “تلبية للدعوة التي تلقاها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لتمثيله في قمة الدول العربية والإسلامية التي ستجري، الأحد، بالرياض”.
وسيرافق رئيس مجلس الأمة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة. ومن المنتظر أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، في العاصمة الرياض مع قادة ما يناهز 50 دولة سنية من العالم الإسلامي، في خطوة وصفت بأنها “شروع ترامب في تنفيذ تعهداته بإشعال الحرب بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة لصالح إسرائيل”، حسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
لن يكون من السهل انخراط دولة مثل الجزائر وسلطنة عمان وحتى باكستان في اللعبة من منطلق أن هذه الدول لها خصوصيات، منها عدم انخراطها في لعبة التطبيع مع إسرائيل إلى اليوم بالنسبة للجزائر، وموقف الحياد الايجابي بالنسبة لعمان، وتعداد المسلمين الشيعة في باكستان، وهو حال العراق التي أعلنت مشاركتها في القمة من خلال الرئيس فؤاد معصوم، مع التلميح إلى عدم دخولها في أي حلف ضد طهران، من منطلق الواقع الجديد في العراق بعد صدام حسين.
ويقول مراقبون إنه بات في حكم المؤكد أن دول الخليج والولايات المتحدة ترغب من خلال الاجتماع في توجيه رسالة مباشرة لإيران من جهة، ورسكلة إسرائيل وتعويمها في محيطها من خلال ربط قنوات اتصال مباشرة بين عدة دول خليجية وإسرائيل التي قد تصل إلى فتح تمثيل تجاري وخطوط طيران وفتح أجواء الخليج لعبور الطيران الإسرائيلي.
ويبرز حديث منذ أسابيع حول سعي دول الخليج ومنها السعودية لعقد صفقة لشراء منظومة ثاد (THAAD) الصاروخية الإسرائيلية الاعتراضية، والتي يعني نشرها في السعودية حماية مزدوجة للسعودية وإسرائيل ضد ضربات صاروخية إيرانية محتملة في حال نشوب حرب على إيران.
ويؤكد متابعون أن الجزائر ستنأى بنفسها عن المشاركة في أي عمل عسكري يستهدف أي دولة كانت سواء إيران أو غيرها، بالنظر إلى عقيدتها التي تمنعها من الانخراط في أي تحالفات ضد دول أو منظمات. ووفقا للعقيدة التي تُبنى عليها السياسة الخارجية للبلد، فقد سبق للجزائر أن امتنعت عن المشاركة في القوة العربية المشتركة التي شكلتها الجامعة العربية. ويتمثل السبب الرئيس الذي ترفض بسببه الجزائر مشاركة جيشها في أي تحالف، في الدستور الذي ينص على عدم انخراط الجيش الجزائري في أي مهام قتالية خارج الحدود، ما شكّل عقيدة راسخة في السياسة الخارجية، مفادها عدم السماح بخروج قوات مقاتلة جزائرية خارج الوطن.
ورفضت الجزائر أن تشارك بجيشها في تحالفات عربية أو إقليمية أو دولية، كما هو الحال في “عاصفة الحزم” التي شاركت فيها بعض الدول العربية تحت قيادة السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن، وقد عبّرت الجزائر وقتذاك عن رفض المشاركة فيها لأن “الجزائر لديها موقف سياسي يقضي بعدم مشاركة جيشها في حرب خارج أراضيها”، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة في تصريحات صحفية سابقة.