على عكس اليوم الأول.. تسجيل إحباط لممتحني الشعب العلمية

تبيان في صعوبة مواضيع “الرياضيات” في اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا

تبيان في صعوبة مواضيع “الرياضيات” في اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا

تواصلت، الاثنين، امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025 في يومها الثاني، وسط تنظيم محكم وأجواء هادئة عبر مختلف مراكز الإجراء، وعلى الرغم من الطابع الانضباطي العام الذي ميّز هذا اليوم، إلا أن آراء المترشحين تباينت بشكل لافت حول طبيعة المواضيع، إذ عبّر بعضهم عن ارتياح كبير للأسئلة التي وُصفت بـ”المألوفة والمتوقعة”، في حين اصطدم آخرون، خاصة من الشعب العلمية، بصعوبة مواضيع رأوا فيها الكثير من التعقيد والتشابه، ما أثّر على أدائهم وأدخل الشك في نفوسهم.

في شعبة الآداب والفلسفة، بدا الارتياح واضحًا لدى المترشحين بعد نهاية امتحان مادة الفلسفة، حيث أغلب الطلبة أجمعوا على أن الموضوع الأول كان واضحًا وسهل المعالجة، ولم يخرج عن نطاق ما دُرّس في القسم، حيث كان الموضوع الأول الأسهل لأنه كان مباشرا، وسبق لهم معالجته، غير أن كان هناك إجماع أنه “لم تكن هناك مفاجآت… الأسئلة عادية، وكان يمكنهم الاجابة بسهولة، في حالة ان المترشح قد راجع دروسه بشكل جيد طيلة الموسم الدراسي. أما في شعبة العلوم التجريبية، فالصورة كانت مختلفة إلى حد كبير، إذ انقسمت الانطباعات بشكل واضح، بعض المترشحين وجدوا الأسئلة “متوسطة وفي المتناول” في مواضيع مثل الاحتمالات والدوال والمتتاليات الهندسية والموافقات، وقال أحد التلاميذ: “التمارين لم تكن صعبة كثيرًا، لكنها تتطلب تركيزًا عاليًا”، ومع ذلك، اشتكى الكثير منهم من التشابه الكبير بين الموضوعين، مما خلق ارتباكًا عند الاختيار، خاصة وأن الاختلاف بينهما اقتصر فقط على تغيير الأرقام والمعطيات الشكلية، الأمر الذي استهلك وقتًا طويلًا من التفكير، وعبّر مترشح آخر عن خيبة أمله قائلاً: “أضعنا الوقت في مقارنة الموضوعين… والنتيجة أنني لم أستطع الإجابة عن تمرين الاحتمالات بسبب ضيق الوقت”. وأشار آخرون إلى أن الموضوع الثاني، “فشلنا حتى في تمرين الاحتمالات رغم المراجعة، لأنه تطلب منا دقة كبيرة والوقت لم يكن كافيًا”، مشتكين من صعوبة حل ما تم تقديمه. من جانبهم، أبدى مترشحو شعبة تسيير واقتصاد مواقف متفاوتة، فالبعض أكد أن المواضيع لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة لمن لم يُحسن التحضير أو لم يتمكن من استيعاب دروس الفصول السابقة. بالمقابل، رأى كثيرون أن الموضوع الأول كان الأنسب، لأنه تميز بالوضوح وتجنب الغموض، ما ساعد على التركيز والإجابة الدقيقة، حيث أن “الأسئلة جاءت من المنهاج، وبالضبط من المقترحات التي اشتغلنا عليها مع أساتذتنا في القسم”. وأوضحت إحدى المترشحات، مضيفة: “كل من حضّر جيدًا وجد نفسه مرتاحًا أثناء الإجابة”. ورأى آخر أن الطابع التسلسلي للأسئلة ساعد على تنظيم الإجابة وعدم الوقوع في فخ الحشو أو التشتت. وفي الفترة المسائية، اجتاز جميع المترشحين، من مختلف الشعب، مادة اللغة الإنجليزية، حسب رزنامة وزارة التربية التي سجلت من الناحية التنظيمية، انضباط تام في معظم المراكز، مع التزام صارم بالإجراءات الوقائية والتأمينية، لا سيما تلك المتعلقة بمنع إدخال الهواتف والوسائل الإلكترونية، ويُنتظر أن تتواصل الامتحانات خلال الأيام القادمة بنفس الوتيرة، في ظل حرص وزارة التربية الوطنية على ضمان شفافية ونزاهة العملية التقييمية، رغم التحديات والصعوبات التي يواجهها بعض المترشحين.

سامي سعد