انتهى كل شيء بين عشية وضحاها، لم ينتهِ رسميًا، ولكن تبعثرت الأوراق، ربما تنتهي تمامًا، وربما تظل قائمة، ذلك فيما يخص المستقبل، ولكنها الآن، قد تم تجميدها وتعطيل انطلاقتها من خلال بيان رسمي.
خلال لحظات قليلة، وبينما كان الجميع ينتظر الخطوة التالية بعد البيان الرسمي من قبل الأندية الـ 12، بدأت الأندية تتلاشى واحدًا تلو الآخر، وقفز كل من السفينة حين لمحوا خرقها، وأن الغرق بات آتٍ لا محالة.
وكان مانشستر سيتي أول ناد ينسحب رسميًا بعد أن أشار تشيلسي إلى نيته القيام بذلك من خلال إعداد الوثائق من أجل الانسحاب بشكل رسمي هو الآخر.
ثم تحرك الأمر نحو إيطاليا، حيث أن أندريا أنييلي بات قريبًا من الرحيل بسبب كل ما نتج عن موقفه المزدوج ما بين الموافقة على ما قاله عرّابو السوبر ليغ وما قاله الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
أما بقية البلاد، فالأندية الإيطالية ستنسحب من البطولة، ميلان بدأ في لملمة أوراقه استعدادًا للابتعاد عن المجموعة، ثم أعقبه الجار نادي الإنتر الذي كشف أن اهتمامه بالبطولة انتهى.
ليلة الثلاثاء، حرّكت عناصر اللعبة المياه الراكدة، بيب غوارديولا ظهر أولًا، بعد تصريحات عامة من يورغن كلوب وزين الدين زيدان تجنبا فيها الحديث حول الأمر مؤكدين أن الأمور ليست في يديهما، ولكن بيب كان له رأي آخر، وأشعل الثورة أكثر.
وقال غوارديولا: “لم أكن أعرف بما سيحدث حتى قبل البيان بعدة ساعات، أخبرونا أنهم سيصدرون بيانًا لكن لم يتم توضيح الأمر، حالي كحال زملائي”.
بيب أكد أنه لا رياضة بدون منافسة، وبدون رغبة في الصعود وتجنب الهبوط، تلك المعاني هي السبب الرئيسي في الإثارة، وغيابها يعني ركود، والركود يعني لا رياضة، وكذلك سيكون الحال بنظام البطولة الجديد.
بعد ذلك، بدأت موجة الرفض في التصاعد، خاصة مع نزول جماهير تشيلسي وغيرها إلى الشوارع احتجاجًا، ويبدو أن الأصوات الداخلية الرافضة داخل الأندية كانت أكثر من تلك التي وافقت، وبالتالي انهار الوضع.
وعلى الفور، تسارعت وتيرة الأحداث، رفض مدرب ثم رفض جماهيري، بعد يوم من رفض الفيفا واليويفا والمجتمع الكروي كله، وبعض رؤساء الدول ورئيس وزراء إنجلترا بوريس جونسون، لتنفجر الأمور في إنجلترا تحديدًا.
وفي ذلك الإطار، أصدر لاعبو ليفربول بقيادة القائد جوردان هندرسون بيانًا رسميًا، أعلنوا فيه رفضهم الجماعي لإقامة منافسات دوري السوبر الأوروبي أو مشاركة النادي فيها.
موقفهم جاء بعد موقف أوزيل مثلًا، وبدأت موجة اللاعبين الذين ينتقدون البطولة علنًا تزداد، وهنا أزيح الستار عن حالة الانهيار الموجودة خلفه والتي يحاول المتضررون خلالها إنقاذ أي شيء بلا جدوى.