تباين حول سهولة المواضيع والأساتذة ينتقدون صعوبة تمارين الرياضيات… نشر مواضيع “السنكيام” على الفايس بوك وبن غبريط تتوعد المتورطين      

elmaouid

تسريب للمواضيع على صفحات “الفايس بوك” ونشر أخرى مزيفة عشية الامتحان وتمارين تصدم الممتحنين .. هذا ما ميز امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي لدورة ماي 2018 ، التي أكدت بخصوصها المسؤولة

الأولى عن قطاع التربية، نورية بن غبريط، أن هناك يقظة كبيرة من قبل الوزارة الوصية والجهات المعنية للايقاع بالمتورطين في التشويش على الامتحانات الرسمية حيث ستكون هناك متابعات قضائية في حقهم.

وتفاجأ الرأي العام الجزائري بتجرؤ جهات على التشويش على امتحان  “السنكيام” عبر تسريب مواضيع الامتحانات النهائية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باستعمال الهواتف النقالة وتقنيات “3 جي و4 جي”، حيث تم تداول أسئلة امتحان اللغة العربية وكذا الرياضيات دقائق بعد انطلاق الامتحان مرفوقة بالحل، وهذا بالرغم من  توفير وتجنيد كل الوسائل وعمليات منع من إدخال الهواتف النقالة الى مراكز الامتحانات إما من قبل التلاميذ أو الحراس او المؤطرين الاداريين إلا أنه سجل تصوير المواضيع بالرغم من تأمين الامتحان ضد ظاهرة تسريبها.

ولقيت  عملية  تداول رواد موقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” موضوع اللغة العربية والذي يتحدث عن زيارة المريض وكذا تمارين مادة الرياضيات، انتقاد الكثير  من الجهات النقابية  والمتتبعين للشان التربوي، مشككين في مصداقية الإجراءات المتخذة لحماية مثل هذه الامتحانات، ودعوا وزارة التربية إلى إعادة النظر في الإجراءات الأمنية المتخذة في هذا السبيل، وهذا لمنع تكرار ما حدث، الأربعاء، مع امتحانات شهادة التعليم المتوسط “البيام” وامتحانات شهادة البكالوريا خاصة وأنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسريب مواضيع الامتحانات الرسمية في كافة الأطوار التعليمية حيث تتواصل هذه الفضائح منذ أزيد من ثلاث سنوات.

 

ترويج مواضيع مزيفة لإرباك الممتحنين ليلة “السنكيام”

كما دعا المتتبعون ذاتهم  إلى وضع حد ايضا للجهات التي تروج مواضيع مزيفة وهذا على خلفية قيام اطراف ليلة الثلاثاء الى الاربعاء  بنشر كثيف للمواضيع المزيفة لامتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي على صفحات “الفايس بوك” على أنها هي المواضيع التي ستطرح في “السنكيام” وهو ما اربك الاولياء الذين استجابوا لهذه المواضيع.

وعرفت امتحانات  نهاية مرحلة التعليم الابتدائي تمايزا حول صعوبة وسهولة المواضيع بين الممتحنين حيث عبروا  عن ارتياحهم لسهولة المواضيع خاصة ما تعلق بمادة اللغة العربية التي كانت حول موضوع “المرض” حيث كانت الاسئلة في متناول التلاميذ الممتحنين الذين أكد غالبيتهم أنها سهلة وأجابوا عليها من دون أية صعوبة، وهذا قبل أن ينتقلوا الى امتحان مادة الرياضايات الذي صدم عددا كبيرا من الممتحنين بسبب طوله، ولأنه أيضا يحتاج إلى تركيز كبير من قبلهم ما جعلهم يرتبكون، وابكى كثيرا منهم خوفا من عدم النجاح في الامتحانات.

وأكد الأساتذة بهذا الخصوص، أن موضوع اللغة العربية رائع وفي المستوى لكن الرياضيات كان صعبا قليلا لسببين واضحين: الاول انه لا يخلو تمرين من إجراء عملية، أما السبب الثاني فلأن عملية القسمة في جميع التمرينات، علما أنه من المفروض  أن يكون هناك تمرين أو اثنان مباشران ينجزان بدون إجراء أية عملية، علما أنهم اجروا بعد الظهيرة  امتحان مادة الفرنسية.

 

بن غبريط ” لم تسرب المواضيع وما حدث هو نشرها بعد فتح الأظرفة”

وسارعت في المقابل وزيرة التربية على هامش إشرافها على إعطاء إشارة انطلاق امتحان نهاية الطور الإبتدائي بالمنيعة،  الأربعاء، للرد على إشاعات تسريب مواضيع امتحانات”السنكيام”  حيث توعدت الجهات المتورطة  بمتابعات قضائية، قبل أن تؤكد أن هناك فرقا بين التسريب ونشر المواضيع، حيث ما حدث مع موضوع الرياضيات مثلا والذي سرب بعد 8 دقائق بعد توزيعها على التلاميذ هو نشر للمواضيع وليس تسريبا الذي يتم قبل فتح الاظرفة  وهذا لم يحصل.

وعبرت الوزيرة عن أسفها لما  حدث خاصة وأنها منعت إدخال الهاتف إلى مراكز الامتحان، مؤكدة أن هذا النشر قد يكون من طرف التلاميذ أو من طرف البالغين قائلة “يجب أن تكون نقطة نظام”.

وقالت الوزيرة إن هناك إجراءات ستتبع هذا التصرف حيث  هناك عدة مخابر وهناك مراقبة ويمكن الوصول حتى للشخص الاول الذي قام بنشر الموضوع من قبل الجهات الامنية، وأكد أن وزارة التربية تنسق مع الجهات الوصية  وهناك متابعات قضائية ضد هؤلاء المتورطين،  هذا مجهود وطني ولا يجب التلاعب.

ووجهت في المقابل  الوزيرة تحذيرات  للمتجاوبين مع نشر المواضيع عبر إعطاء الاجوبة عند نشر المواضيع على صفاحات “الفايس بوك”.

وفي شأن التعليمات التي قدمتها للولاة ومديريات التربية لمنع الزيارات الرسمية البرتوكولية التي تقام مع كل امتحان رسمي جددت الوزيرة تأكيدها على أهمية منعها لأنها تشوش على الممتحنين قائلة “لقد حاولنا  في أول امتحان لـ”السنكيام” إعطاء انطلاق رسمي احتراما للمجتمع”، وأكدت على عدم فتح الاظرفة بالنظر الى العدد الهائل للمرافقين، وضمانا لتأمين الامتحانات.

هذا وأكدت الوزيرة أن ظروف سير امتحان “السانكيام” كانت جيدة، حيث تم تسخير كل الإمكانات اللازمة لضمان راحة التلاميذ المعنيين بالامتحانات، مذكرة بإعطاء فرصة ثانية، لتلاميذ السانكيام من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الاعتماد على التقويم المستمر  أمام هذه الفئة، وقد تم فتح لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة 605 قسم خلال السنة الدراسية 2017-2018.

 

“علينا محاربة الغش إذا ما أردنا الرقي بالمدرسة الجزائرية”

 

كما أوضحت “أن جميع الإجراءات التي تقوم بها الدولة تهدف إلى تحسين  نوعية المنظومة التربوية عبر كافة التراب الوطني، بما يسمح بتكافؤ الحظوظ  لمجموع المترشحين في مختلف الامتحانات”.

وذكرت بن غبريط أن وضع أدوات تقييم بقطاع التربية الوطنية ستضمن أريحية لمجموع  المترشحين من خلال ضمان كافة الشروط الضرورية لإنجاحهم، أنّ الأمر بات”حتميا” لدعوة أولياء التلاميذ  والشركاء الاجتماعيين من جهة، والهيئات التربوية من جهة أخرى لمكافحة الغش في الامتحانات المدرسية بما يسمح بالارتقاء بالمستوى التعليمي .

كما حثت  المسؤولة ذاتها مجموع المتدخلين المعنيين علي تضافر الجهود من أجل ضمان نقلة  “نوعية” في المجال التربوي وتحسين بيئة المدرسة الجزائرية.

ولدى تطرقها لموضوع نهاية السنة الدراسية، ارتأت الوزيرة أنّ نهاية السنة الدراسية ينبغي أن تكون في 30 جوان من كل سنة، حتى وإن تم استكمال المقررات الدراسية، موضحة أنّ المدرسة تبقى فضاء للمعرفة والتربية وأيضا للابتكار والتنشيط الثقافي .

وفي صعيد آخر استغلت الوزيرة تواجدها بغرداية لتؤكد على أهمية  تدريس المذهبين “المالكي والإباضي” على حد سواء في مدارس ولاية غرداية من اجل ضمان التعايش بين افراد المجتمع الواحد، وقالت إنه “لا بد من تدريس المذهبين المالكي والإباضي، في مدارس ولاية غرداية”، مبرزة بأن ذلك يجب أن يكون على حد سواء وحذرت من خطور التفرقة قبل أن تؤكد أن المرجعية تحددها  وزارة الشؤون الدينية.

 وأعطت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من المدرسة الابتدائية الشهيد قدور محمد بالمنيعة (275 كلم جنوب غرداية) الإشارة الرسمية لانطلاق امتحانات نهاية المرحلة الابتدائية للموسم الدراسي 2017-2018 .

وشارك في هذا الامتحان الخاص بنهاية المرحلة الابتدائية على مستوى ولاية غرداية ما لا يقل عن 9437 مترشح من بينهم 4022 فتاة و397 تلميذ من المدارس الخاصة موزعين عبر 175 مركز إجراء بما فيهم الولاية المنتدبة بالمنيعة (1.738 مترشح من بينهم 835 تلميذة).

 

مركز إجراء استثاني بالمنيعة لتلميذة خضعت لعملية جراحية

وخصصت مصالح التربية مركزا استثنائيا على مستوى مستشفى “محمد شعباني” بالمنيعة لفائدة مترشحة كانت قد خضعت لعملية جراحية بحسب المعلومات المستقاة  بعين المكان.

واجتاز على المستوى الوطني 797.812 تلميذ هذه الامتحانات برسم السنة الدراسية 2017-2018 وذلك في ثلاث مواد أساسية وهي اللغة العربية والرياضيات  واللغة الفرنسية، بزيادة قدرت بـ 8 ،4 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية التي أحصي  فيها 760.652 مترشحا، حسب معطيات وزارة التربية الوطنية.

وتوزع هؤلاء التلاميذ على 7.371 مركز امتحان، حيث امتحنوا في مادتي اللغة العربية والرياضيات في الفترة الصباحية، في حين خصصت الفترة المسائية لامتحان مادة اللغة الفرنسية

وخلال الزيارة الى ولاية غرداية اطلعت وزيرة التربية بعدها على وضعية تقدم مشاريع انجاز ثانوية بطاقة استيعاب 800 مقعد بيداغوجي بالمكان المسمى ” قواسم” (بلدية المنيعة) ومؤسسة  أخرى مماثلة ببلدية حاسي القارة المجاورة من المنتظر استلامهما خلال الدخول  المدرسي المقبل.

هذا فيما اشرفت  وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي رافقها وفد عن لجنتي التربية بغرفتي البرلمان وممثلين عن الشركاء الاجتماعيين على انطلاق الفترة المسائية لهذه الدورة من ابتدائية” الإمام علي” ببلدية حاسي مسعود (ولاية  ورقلة) حيث تفقدت أيضا عددا من الهياكل التربوية.