تاريخ وتراجم.. يوسف بن تاشفين

تاريخ وتراجم.. يوسف بن تاشفين

 

وُلِدَ أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي سنة 400هـ/1010م، ودامَتْ فترة حُكمِه ما بين 400-500هـ /1009- 1106م، أبوه يُسمَّى إبراهيم اللمتوني الصنهاجي، وأُمُّه بنت عمِّ أبيه فاطمة بنت سير بن يحيى بن وجاج بن وارتقين. كان رحِمه الله بطَلاً نجدًا شُجاعًا حازمًا مُهابًا ضابطًا لملكه، متفقِّدًا الموالي من رعيَّته، حافظًا لبلاده وثُغوره، مُواظِبًا على الجِهاد، مُؤيدًا منصورًا، زاهدًا في الدنيا، وكان ملكه من أوَّل بلاد الإفرنج ويقصد بهم هنا نصارى الأندلس شرق بلاد الأندلس إلى غرْب الأندلس، وملك بالمغرب من جزائر بني مزغنة إلى طنجة إلى آخِر السوس الأقصى إلى جبل الذهب من بلاد السودان، وأصبح أميرًا على المغرب سنة 453هـ/1061م، واتَّخذ مراكش عاصمةً لملكه ابتداءً من 454هـ/1062، تلقَّى يوسف بن تاشفين تعليمَه الأولِيَّ في قلب الصحراء من عُلَماء المُحَدِّثِين والفُقَهاء، ونشَأ وترَعرَع وتَربَّى على تعاليم الإمام الفَقِيه ابن ياسين الذي أسَّس رباطًا في جنوب المغرب، ونبَغ في فُنون الحرب، وفي السياسة الشَّرعيَّة التي تتَلمَذ على الفُقَهاء فيها، وقام بها خيرَ قيام.

تنوَّعت إنجازات الأمير يوسف بن تاشفين لكنْ يظل أهمها أنَّه حرص على نشْر الدِّين الإسلامي السني الصحيح بعيدًا عن الخُرافات والعقائد المنحَرِفة من خِلال عُلَماء أجلاَّء، كما قادَ حركةً واسعةً لتعريب القبائل الأمازيغية سَواء في جنوب المغرب أو في شرقه؛ ليسهُل التمكُّن من كتاب الله وسنَّة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم وبهذا يكون قد أسهَمَ بشكلٍ فعَّال في ترسيخ مبادئ الإسلام في الغرب الإسلامي المغرب والأندلس. وخُلاصة القول: إنَّ يوسف بن تاشفين هو أحد قوَّاد المُرابِطين الذي أصبَحَ القائد الأوحد عليهم، خاصَّة بعد وَفاة ابن عمِّه الأمير أبى بكر بن عمر سنة 480 هـ، ويُعتَبر المؤسِّس الحقيقي لدولة المرابطين؛ لأنَّه هو الذي وطَّد أركانَ هذه الدولةَّ وأعطاها كيانًا دوليًّا ثابتًا. وفي بداية محرم 500 هـ1107 م، ودَّع المرابطون بطلَهم وأميرَهم يوسف بن تاشفين تارِكًا وراءَه إرثًا ثقيلاً ومتينًا من الإنجازات الشرعيَّة والعلميَّة والعمرانيَّة.