تاريخ وتراجم.. عمر بن عبد العزيز

تاريخ وتراجم.. عمر بن عبد العزيز

قال الذهبي رحمه الله: “الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، قال أنس بن مالك: ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى. قال الإمام أحمد بن حنبل: “لا أرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز”، بويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان ابن عبد الملك عن عهد منه له بذلك، ويقال مولده في سنة إحدى وستين، وهي السنة التي قُتل فيها الحسين بن علي بمصر، وقال محمد بن سعد: ولد سنة ثلاث وستين. وأمه ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد عد بعض أهل العلم عمر بن عبد العزيز رحمه الله من مجددي هذا الدين، فروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا” صححه الألباني.

قال ابن كثير: “فقال جماعة من أهل العلم منهم أحمد ابن حنبل فيما ذكره ابن الجوزي وغيره: أن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة أولى، وإن كان هو أولى من دخل في ذلك، وأحق لإمامته وعموم ولايته واجتهاده وقيامه في تنفيذ الحق، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب، وكان كثيرًا ما يتشبه به”. قال الذهبي رحمه الله: “كان هذا الرجل حسن الخلق والخُلُق، كامل العقل، حسن السمت، جيد السياسة، حريصًا على العدل ، وافر العلم، فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفهم، أواهًا منيبًا، قانتًا لله حنيفًا زاهدًا مع الخلافة، ناطقًا بالحق مع قلة المعين، وكثرة الأمراء الظلمة الذين ملوه وكرهوا محاققته لهم، ونقصه أُعطياتهم، وأخذه كثيرًا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق.