تاريخ وتراجم.. عثمان بن أرطغرل

تاريخ وتراجم.. عثمان بن أرطغرل

يرجع أصل الدولة العثمانية إلى الجنس التركي أو التركماني، وكلاهما واحد؛ فالتركمان هو نحت لكلمتين هما: “ترك”، “إيمان” وكانت علامة على من يؤمن من قبائل الترك بالإسلام حيث كانت الوثنية منتشرة فيهم قبل الإسلام، وينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تستوطن شمال العراق في إقليم كردستان. ولد “عثمان بن أرطغرل” سنة 656 هجرية أي في نفس العام الذي سقطت فيه دولة الخلافة العباسية، أي أن “عثمان” ولد في أجواء مضطربة والأمة الإسلامية في حالة ضعف واضطهاد وتسلط من أعدائها، فتفتحت عينا الصبي الصغير على مآسي المسلمين وزوال هيبتهم وضياع خلافتهم، وتفتحت أيضًا على عدو صليبي عتيد مرابط على ثغور قبيلته، فنشأ “عثمان” محبًا للجهاد، مشحونًا بالإيمان، مضطرمًا برغبة عارمة في استعادة أمجاد المسلمين والانتقام من أعداء الإسلام. كانت القبيلة التركمانية التي هي معدن العثمانيين وأصلهم بحكم موقعها الجديد المثاغر للبيزنطيين قبيلة معنية بأمور نشر الإسلام، مما جعلها قبيلة مؤمنة طغى عليها سمت الإيمان والحياة النقية، فلا مجال للترف ولا وقت للهو واللعب، بل حلقة مستمرة من الجهاد ضد أعداء الإسلام، لذلك نجد أن “عثمان” كان ملازمًا لأبيه “أرطغرل” في جهاده ضد الصليبيين. ظل الأمير “عثمان” يعمل على تثبيت دعائم الدولة الإسلامية الوليدة في هذه البقعة الحساسة والملتهبة من العالم القديم، ويؤسس الدولة على القيم الإيمانية والأخلاقية المتينة ليضمن لها بإذن الله الاستمرار والنهوض والبقاء. ظل هذا الرجل الصالح ناصحًا لأمته ولدينه حتى وهو على فراش موته وقد حفظ لنا التاريخ وصية الأمير “عثمان” لابنه وخليفته من بعده “أورخان الأول” وهي تعتبر دستور الدولة العثمانية التي سارت عليه أيام قوتها.