تاريخ وتراجم.. عبد الله بن عباس رضي الله عنه

تاريخ وتراجم.. عبد الله بن عباس رضي الله عنه

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد ابن عباس قبل الهجرة بثلاث سنين؛ أي: في العام العاشر من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم؛  أسلم عبد الله بن عباس قبل أبيه، وهاجر مع أبويه إلى المدينة عام فتح مكة؛ أي: في العام الثامن من الهجرة؛ روى البخاري عن ابن عباس، قال: ضمَّني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال: “اللهم علِّمْه الحكمة”. روى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن ابن عمر، قال: هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد، وعن مسروق قال: “كنت إذا رأيتُ ابن عباس، قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث، قلت: أعلم الناس”. وقال مُجاهد: كان ابن عباس يُسَمَّى “البحر” من كثرة علمه. وفي هذه الشهادة نرى أن ابن عباس قد حاز أغلب مجالات التفوق من ناحية الجمال والحسن، ومن ناحية الطلاقة اللغوية والفصاحة في عصر تميَّز بالفصاحة، كما تعددت أوجه تفوُّقه في أغلب مجالات الحياة. لقد كانت موهبة ابن عباس وتنوُّع ثقافته، وشمول معرفته مما يبهر الألباب، فهو الحَبر الحاذق، الفطن في كل علم، في تفسير القرآن وتأويله، وفي الفقه، وفي التاريخ، وفي لغة العرب وآدابهم، فلقد كان مفسرًا فذًّا، تشرئبُّ له الأعناق، ثم إنه عالم لغوي وأديب كبير، وعالم بالقراءات واختلافاتها، ومِن ثَمَّ فقد كان مقصدَ الباحثين عن المعرفة، يأتيه الناس أفواجًا من أقطار الإسلام؛ ليسمعوا منه، وليتفقهوا عليه .