سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، يكنى أبا عمرو، وأمه كبشة بنت رافع من المبايعات، أسلم سعدٌ على يد مصعب بن عمير، فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل، وهي أول دار أسلمت من الأنصار، وشهد بدرًا وأُحدًا، شهد سعد رضي الله عنه مع الرسول الكثير من الموقف، وشهد معه العديد من الغزوات، فكان كالأسد في عرينه، سعد بن معاذ الذي أسلم في الثلاثين من عمره، رجل شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من المواقف، نذكر منها: ما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: أهدي للنبيِّ صلى الله عليه وسلم جبَّة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها فقال: “والذي نفس محمدٍ بيده، لمناديلُ سعد بن معاذ في الجنة أحسنُ من هذا”. وعن جابر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “اهتز العرش لموت سعد بن معاذ”. وفي بدر أشار سعد بن معاذ رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُبنى له عريشٌ يكون مقرًّا له في قيادة المعركة ويقوم بحراسته نفر من المسلمين، وإذا انهزم المسلمون عاد إلى المدينة، ففيها رجال يقومون بالدفاع عنه، وحمايته ونصرته، ولقد وقف سعد بن معاذ مع الرجال الذين يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره رضي الله عنه للمسلمين أن يأسِروا، بل عليهم أن يُثخنوا في القتل قبل الأسر؛ حتى لا يقوى العدو على المقاومة فيما بعد. تُوُفِّي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلى عليه رسول الله، ودُفن بالبقيع.