تاريخ وتراجم.. خلَف بن عباسٍ الزهراويُّ الأندلسي

تاريخ وتراجم.. خلَف بن عباسٍ الزهراويُّ الأندلسي

خلَف بن عباسٍ الزهراويُّ الأندلسي أبو القاسم: طبيب مِن العلماء، ولد في الزهراء “قرطبة” وإليها نسبته، جاء في دائرة المعارف البريطانية أنه أشهر مَن ألَّف في الجراحة عند العرب، وأول مَن استعمَل ربط الشِّريان لمنْع النزيف، كانت الطرائق الجراحيَّة التي ابتكرها أبو القاسم ثروة كبيرة لكل الجراحِين، مِن ابتكاراته طريقة استِئصال الحصى مِن المثانة أو الإحليل، وخزع الرغامى العرضاني، والبَتر، وسِوى ذلك مِن العمليات، التي لم يكن يقوم بها سواه في عصره، وهو أول مَن أشار – حين إجراء عمليات على البطن -‏ بضرورة وضع المريض مُنخفِض الرأس والجذع، ‏ومرفوع الطرفين السفليين، وهي الوضعية نفسُها التي نصَح بها ترندلنبورع ت1343هـ / 1924م، ودُعيتْ باسمه زورًا، مع أن أبا القاسم أشار إليها قبله بقرون عديدة، وكان الأجدر والأعدل أن تسمَّى بوضعية أبي القاسم، يقول سبرنجل: “إن الزهراويَّ كان أول مَن وصف طريقة إجراء عملية استِئصال حصاة المثانة في النساء عن طريق المِهبَل، وهو أول مَن أشار باستئصال عظْم الرضفة حين انكِساره، إذا كان الكسر مفتَّتًا، أو في حالات خَلع هذا العظم، وهو ما يُجريه الجراحون في يومِنا الحاضر”، من أقواله: “إن التشريح هو القاعدة الأساسية لمعرفة الجراحة، وإن الجهل به مع ممارسة الجراحَة، يؤدِّي إلى عواقب وخيمة”. وكان ينبِّه تلاميذه إلى مواضع الخطر وما يجب اتخاذه مِن تدابير، يقول الطبيب الباحث بورتل: “إن مَن يقرأ كتاب التصريف يَجزِم بأن الزهراوي قد مارَس تشريح الجُثَث بنفسِه؛ ذلك لأن وصفه الدقيق لإجراء العمليات المختلفة لا يمكن أن يكون نتيجة النظريات فقط”.