تاريخ وتراجم.. النظام الإداري في عهد الخلفاء الراشدين

تاريخ وتراجم.. النظام الإداري في عهد الخلفاء الراشدين

– النّاحية الإداريّة والتّنظيميّة : كان التنظيم الإداري منذ عهد الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، حيث كانت فترة خلافة الصّديق أبي بكر قصيرة لم تتجاوز السّنتيْن، فضلاً عن انشغاله بإخماد فتن المرتدّين في أنحاء الجزيرة العربيّة، وقد ابتدأ عمر -رضي الله عنه- التنظيم الإداري من خلال وضع سياسةٍ واضحة في اختيار الولاة وقادة الجيوش بناءً على معاييرِ العدالة والتّقوى والأهليّة. أنشأ أيضاً الدّواوين التي تُعنى بتنظيم شؤون الدّولة، فجعل ديواناً للجندِ وديواناً للخراج وغير ذلك، كما طوّر عمر رضي الله عنه مفهوم بيت المال محدّدًا وجوه الإنفاق وسبل جمع الأموال وتنظيم صرفها لمستحقّيها، ولقد سار الخلفاءُ من بعد عمر على هذا النّهج وتلك السّياسة، وإن اختلفوا عنه في بعض الأمور.

– الناحية العسكرية : عنيت الدّولة في عهد الخلفاء الراشدين عنايةً كبيرة بموضوع الجند وتجهيز الجيوش، فالدّولة القويّة تحتاج إلى جيشٍ قويّ قادر على الدّفاع عنها، وكذلك الدّعوة الإسلاميّة تتطلّب جيشاً جراراً يحملُ على عاتقه مهمّة حمل رسالة الإسلام إلى البشريّة جمعاء، لذلك قامت الجيوش الإسلاميّة في عهد الخلفاء الرّاشدين بمهمّة الفتوحات الإسلاميّة للبلدان، وقد مثّل عهد الفاروق عمر رضي الله عنه ذروة تلك الفتوحات حينما فتحت الشّام، والعراق، وبيت المقدس، وبلاد فارس، ومصر، واستمرّت الفتوحات بعدها في عهد الخلفاء بعدها، لتشملَ مناطق أخرى في شمال أفريقيا.

– السلم الأهلي والتّعايش المجتمعي : كانت الدّولة في عهد الخلفاء الرّاشدين مثالاً للتّعايش السّلميّ بين الأكثريّة المسلمة والأقليّات الأخرى من يهودٍ ونصارى.