تاريخ وتراجم.. الصحابي عمرو بن الجموح والشهادة في سبيل الله

تاريخ وتراجم.. الصحابي عمرو بن الجموح والشهادة في سبيل الله

ذُكر أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج لا جهادَ عليه، فقد أسقط الله عنه الجهاد، لكنه سمع النداء يوم أُحُد، وأراد أن ينطلق للجهاد في المعركةِ، فقال أبناؤه الأربعة: “يا أبانا، لقد أسقط الله عنك الجهاد، ونحن نكفيك”، فبكى عمرو بن الجموح، وانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشتكيَ قائلاً: “يا رسول الله، إن أبنائي يمنعونني من الخروج للجهاد في سبيل الله، ووالله إني لأريد أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يا عمرو، فقد أسقط الله عنك الجهاد، فقد عذرك الله جل وعلا”، ومع ذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم رغبةً عارمة في قلب عمرو بن الجموح لخوض المعركة، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبنائه الأربعة قائلاً لهم: “لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة في سبيله”. وانطلق عمرو بن الجموح يبحث عن الشهادة في سبيل الله، وقتل في المعركة، ومرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعدما قتل، فقال: “والله لكأني أنظر إليك تمشي برجلك في الجنة وهي صحيحة”؛ وعن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، أنه بلغه “أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريَّينِ ثم السلميين كانا قد حفر السيلُ قبرَهما، وكان قبرُهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد، وهما ممن استشهد يوم أُحُد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوُجِدا لم يتغيرا، كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدُهما قد جرح فوضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أُحُد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.