تاريخ وتراجم.. الصحابي سعيد بن زيد رضي الله عنه

تاريخ وتراجم.. الصحابي سعيد بن زيد رضي الله عنه

 

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أسلم قديماً هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر، كما كان إسلام عمر في بيت سعيد. كان سعيد بن زيد رضي الله عنه من سادات الصحابة المهاجرين وفضلائهم، ومن المهاجرين الأولين، شهد سعيد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير وقعة بدر. قال الواقي: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه هو وطلحة بن عبيد الله إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار عن عير لقريش”. وكان سعيد بن زيد من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم. قدم سعيد بن زيد رضي الله عنه الكوفة، فسمع رجلاً يقع في علي بن أبي طالب ويسبه، فاشتد نكيره عليه، فكان رضي الله عنه لا تأخذه في الله لومة لائم.

وروي: “أن مروان بن الحكم لما جاءه الأمر من معاوية أن يأخذ من أهل المدينة البيعة لابنه يزيد بولاية العهد، فلما تريث، قال له رجل من جند الشام: ما يحبسك؟ قال مروان: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنه سيد أهل البلد، وإذا بايع بايعوا”. أخرجه الحاكم والطبراني. وروي: “أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما فتح دمشق ولى سعيد بن زيد نيابتها، ولقد أوذي سعيد بن زيد في ذات الله؛ فقد روى هو بنفسه أن عمر بن الخطاب قبل أن يُسلِم كان يوثقه ويعذبه بأنواع العذاب، يريد أن يرجع إلى الكفر بعد إسلامه”. رواه البخاري في صحيحه. وكان لسعيد بن زيد رضي الله عنه مواقف حازمة في ميادين جهاد المشركين، وله اليد البيضاء يوم اليرموك، وقد أشار خالد بن الوليد أن يكون موقف سعيد بن زيد في القلب من صفوف المسلمين. وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره من بدر هو وطلحة؛ لأنهما كانا غائبين بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق الشام. مات سعيد بن زيد رضي الله عنه بقصره بالعقيق سنة إحدى وخمسين من الهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة فيما قيل، وحُمل إلى المدينة، وصُلي عليه بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبره بالمدينة رضي الله عنه.