ولد الشيخ ابراهيم محمد طلاي سنة 1929م بوادي ميزاب ببلدة “بني يزقن” ولاية غرداية. أخذ معارفه الأولى وحفظ القرآن وتفقه على يد الفقيه الشيخ إبراهيم بكير حفار، تلميذ قطب الأئمة الشيخ امحمد أطفيش. انتقل الشيخ ابراهيم طلاي إلى تونس قصد الاستزادة من العلم والمعرفة. فانتسب إلى جامع الزيتونة بالجمهورية التونسية وتحصل على شهادة العَالمية “ليسانس أو بكالوريوس” في الأدب وعلوم اللغة سنة 1959م. عاد إلى الجزائر بعد استقلالها فاشتغل في التدريس والتربية لفترة بعدة مدن بالجزائر. ثم عين موجها تربويا للتعليم الثانوي “مفتش تعليم” في مادة الأدب العربي. انتدب للمشاركة في المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1980م وكان عضوا في لجنة إحياء التراث بالمجلس. ثم انتدب للانتساب إلى هيئة العزابة لبلدة “بني يزقن” والانخراط فيها في نفس السنة. أمضى فترة طويلة كمنسق لمجلس أعيان بلدة بني يزقن، ورئيس عشيرة آل إسماعيل وهي من عشائر بني يزقن. الشيخ ابراهيم طلاي عضو في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ومحاضر بمعهد عمي سعيد لمادة التاريخ والحضارة الإسلامية. وعضو حلقة العزابة ببني يزقن. للشيخ ابراهيم طلاي مساهمات فعالة في مجال إصلاح ذات البين والعمل الاجتماعي في وادي مزاب. كما كان له دور كبير في عصرنة وبعث “مؤسسة الجابرية للتعليم القرآني”، وهي إحدى المدارس الحرة المزابية في الجزائر، التي تقوم منذ 1925 بجهود جبارة لنشر اللغة العربية وتحقيق الاستقلال الثقافي للجزائر، على الرغم من تواجدها أساسا في بيئة ناطقة بالأمازيغية. تأسّست المدرسة الجابرية في بداية الأربعينات على يد المرحوم الشيخ محمد بن الحاج يوسف ببانو، وتعتبر إحدى أقدم المدارس، التي تنتمي إلى المنظومة التعليمية الأهلية المناضلة إبان الاستعمار ضد المخطط الفرنسي الرامي إلى تحويل الجزائر إلى قطعة من فرنسا وطمس الهوية العربية الإسلامية للمجتمع الجزائري. كما أسهمت بعد الاستقلال في دعم سياسة التعريب التي رسمتها الدولة الجزائرية الحديثة بكل عناية وقصد. ساهم الشيخ ابراهيم طلاي في بعث وتحقيق التراث الثقافي الإسلامي في المنطقة عبر عدة تحقيقات ومؤلفات أهمها:
– إعادة طبع كتاب في الفقه “الذهب الخاص المنوه بالعلم القالص” للشيخ امحمد اطفيش.
– كتاب طبقات المشايخ بالمغرب، في جزئين تحقيق وطبع، ويعتبر من أهم المصادر بالمغرب للشيخ أبي العباس الدرجيني.
– كتاب أجوبة علماء فزان، تحقيق وطبع. “كتيب في الفقه”.
– كتاب أجوبة علماء نفوسة، للإمام عبد الوهاب تحقيق وطبع.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 16محرم 1443هـ الموافق لـ 25 أغسطس 2021.