تاريخ وتراجم.. الدولة العثمانيّة

تاريخ وتراجم.. الدولة العثمانيّة

تُعتبَر الدولة العثمانيّة مِن الدُّول التي استمرَّ حُكمها لفترة طويلة على مرّ التاريخ، حيث حَكمت ما يَزيد عن ستة قرون، وكان حُكمها خلال الفترة (699-1242هـ)، وقد شمل نفوذها أراضي القارات الثلاث: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وتَعاقب عليها ستّ وثلاثون حاكماً من آل عثمان، كما تُعتبَر الدولة العثمانيّة ثاني أكبر دَولة بعد الدولة الأمويّة مِن حيث التوسُّع في الفتوحات الإسلاميّة، وقد شملت فتوحاتها قارّة أوروبا، وآسيا الصغرى، وبلغراد، وبلاد البوسنة والهرسك، واليونان، وقبرص، ورومانيا، وألبانيا، وكان فَتح القسطنطينيّة على يد السلطان محمد الفاتح أهمّ فتوحاتها.

كان فتح القسطنطينيّة البداية الحقيقيّة لتأسيس الدولة العثمانيّة؛ وذلك لأنّ الفاتح اتّخذ من القسطنطينيّة عاصمة للدولة، وقام بتجديد أسوارها وتزيينها، ثمّ أَطلق عليها اسم إسلام بول، أو مدينة الإسلام المعروفة حالياً بإسطنبول، وفي سنة 922هـ، أي ما يوافق 1517م، أعلنت الدولة العثمانيّة خلافتها على الدولة الإسلاميّة، وهو العام نفسه الذي سقطت فيه الدولة المملوكيّة في مصر، وبلاد الشام، وقد توسَّع نفوذ الدولة العثمانيّة آنذاك؛ حيث حَكمت أجزاء كثيرة من العالم الإسلاميّ، وشرق أوروبا، ومن الجدير بالذِّكر أنّ المُؤرِّخين قَسَّموا تاريخ الدولة العثمانيّة إلى عصرين أساسيّين، وهما: عصر القوة، والذي بدأ مُنذ تأسيس الدولة، وحتى انتهاء حُكم السلطان العثمانيّ سُليمان القانونيّ سنة 974هـ، وعصر الضعف، والذي بدأ منذ وفاة سُليمان القانونيّ واستلام ابنه سليم الثاني الحكم سنة 974هـ، وحتى سقوط الخلافة وانتهائها سنة 1242هـ.

عانت الدولة العثمانيّة في أواخر عَهدها وحُكمها من الخلافات بين زعمائها وسلاطينها؛ وذلك بسبب محاولة بعض الحكام المحليِّين أن يستقلّوا عن الحكومة المركزيّة، وذلك في محاولة لتأسيس أُسَر مَحليّة، وجعل فترة حُكمهم أطول، وقد أدّى هذا الصراع الذي نشأ بين الحُكّام المحليِّين والدولة نفسها، إلى إضعاف الدولة العثمانيّة وسقوطها.