تاريخ وتراجم.. الحسن البصري

تاريخ وتراجم.. الحسن البصري

هو: الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبي الحسن يسار، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وهو أحد الأئمة الأعلام، وأحد حفَّاظ القرآن الكريم. وُلِدَ الحسن البصري رحمه الله بالمدينة، لسنتين بَقِيتا مِن خلافةِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه؛ قال الإمام محمد بن سعد رحمه الله: “كان الحسن جامعًا، عالِمًا، عاليًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كبير العلم، فصيحًا، جميلًا وسيمًا ،قال عامر الشعبي لرجل يريد قدوم البصرة: إذا نظرتَ إلى رجلٍ أجمل أهل البصرة وأهيبهم، فهو الحسن، فأقرِئه مني السلام. كانت أم الحسن البصري واسمها خَيْرَةُ تخدم أم المؤمنين أمَّ سلمة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم، فربما أرسلَتْها في الحاجة فتشتغل عن ولدها الحسن وهو رضيعٌ، فتشاغله أم سلمة بثديِها، فيدر عليه فيرتضعُ منها، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من الثدي المنسوب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت أم الحسن تخرجه وهو صغير إلى الصحابة فيدْعون له، وكان في جملة مَن يدعو له عمر بن الخطاب، قال: اللهم فقِّهه في الدين، وحبِّبه إلى الناس. وقال معاذ بن معاذ: قلت للأشعث: قد لقيت عطاء وعندك مسائل، أفلا سألته؟! قال: ما لقيت أحدا بعد الحسن إلا صغر في عيني.  قال: خالد بن صفوان، لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: يا خالد، أخبرني عن حسن أهل البصرة؟ قلت: أصلحك الله، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، وأعلم من قبلي به: أشبه الناس سريرة بعلانية، وأشبهه قولا بفعل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك، كيف يضل قوم هذا فيهم. قال أيوب السختياني: لو رأيت الحسن لقلت: إنك لم تجالس فقيهاً قط.