هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشي، الفهري، رضي الله عنه. أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، هاجر الهجرتين، ومن المهاجرين الأولين، ومن فضلاء الصحابة الأقدمين، شهد بدراً وشهد المشاهد كلها، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان رضي الله عنه يدعى في الصحابة القوي الأمين، وأمه هي من بنات عم أبيه؛ أسلمت. كان رضي الله عنه نحيف الجسم، معروق الوجه، طوالاً، خفيف اللحية، خفيف العارضين، أهتم الثنيتين. وكان رضي الله عنه وضيء الوجه، بهي الطلعة، متواضعاً، شديد الحياء، وكان رضي الله عنه موصوفاً بحسن الخلق، والحلم الزائد، والتواضع. لأبي عبيدة بن الجراح فضائل كثيرة، منها: أن الله نوه بالثناء عليه ومدحه في كتابه المنزل ولو لم يسمه باسمه، والآية التي ذكر المفسرون أنها نزلت في أبي عبيدة هي قوله تعالى: ” لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… ” المجادلة: 22 لما قتل أباه يوم بدر كافراً. وروي عن عبد الله بن شقيق، قال: “سألت عائشة رضي الله عنها: من كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح؛ فانتهت إلى ذلك”. وقال أبو بكر يوم السقيفة “لقد رضيت لكم أحد الرجلين؛ فبايعوا أحدهما: عمر بن الخطاب، أو أبا عبيدة بن الجراح”. وعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أحدٍ من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة”. وهذا مرسل ورجاله ثقات. ولما قدم وفد نصارى نجران، وأرادوا الرجوع إلى بلادهم؛ طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم رجلاً من أصحابه أميناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأرسلن معكم أميناً حق أمين”. حتى إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم تشوف لهذا الفضل، ثم أرسل معهم أبا عبيدة بن الجراح، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة”.