لم يكد المرّحلون الجدد بالرحمانية غرب العاصمة يستمتعون بفرحة السكن الجديد على مستوى 400 مسكن حتى بدأت النقائص تطفو إلى الواجهة معكرة على العائلات التي ترقبت تحقق الحلم لسنوات، العيش بكرامتهم خاصة بعدما فرضت الظروف عليهم التشرد بين الطرقات والسير نصف ساعة مشيا على الأقدام لمجرد بلوغ نقطة الانطلاق من المعالمة نحو وجهاتهم المختلفة.
وحسب عدد من المتضررين، فإن فرحتهم بالترحيل لم تكتمل واكتشفوا أنهم في مواجهة مشاكل أخرى لم تكن في الحسبان، موضحين أنهم اصطدموا بمجرد أن وطأت أقدامهم الحي السكني الجديد الذي رُُحلّوا إليه قبل أقل من شهر، حيث يضطرون وبشكل يومي إلى السير على الأقدام قرابة نصف ساعة من الحي حتى موقف الحافلات بالمعالمة للتمكن من الانطلاق نحو وجهاتهم المختلفة مع ما فيها من فوضى وضغط نتيجة لجوء عدد كبير من سكان الأحياء المجاورة إلى هذه المنطقة، منوّهين بتفاقم الوضع في الأيام القليلة الماضية التي عرفت تساقطا للأمطار.
وأضاف السكان الجدد أن الأمر على مرارته لا يقتصر فقط على مشقة التنقل إلى منطقة معالمة وإنما يتعداه إلى أكثر من ذلك لأن معاناتهم تستمر بعد ذلك باعتبار الطريق التي تمر عليها حافلات المعالمة صالحة لكل شيئ إلا للسير عليها لما بلغته من الاهتراء، الأمر الذي جعل الناقلين يفرضون منطقهم في الانطلاق أو سرعة السير أو غيرها دون أن يتمكن المسافرون المنهكون أصلا من الاحتجاج، بالنظر إلى غياب البدائل، إذ يتعذر على سكان الحي الجديد اختيار خط زرالدة – دويرة لأن الحافلات تتوقف قبل الخامسة والنصف مساء على مستوى منطقة سيدي عبد الله دون بلوغ الأحياء الأخرى.
وأعاب السكان على مصالح زوخ عدم ارفاق هذا المطلب الأساسي بعملية الترحيل، خاصة وأن الأمر يعد مشكلة حقيقية لمن يضطر بلوغ مقرات عمله أو مدرسته قبل الثامنة صباحا، مطالبين بضرورة التحرك لتسوية المشكل الذي أرق حياتهم وجعلهم مهددين في أعمالهم ووظائفهم.