مناسبة القصيدة: قرار البرلمان الجزائري رفع التّجميد على قانون تعميم استعمال اللّغة العربية عام 1996
بُشراك يا لُغة القُرآن، بُشراك * هذي الجزائرُ بالقانون ترعاكِ
هذي الجزائرُ أدنَتْ كلّ مُنتسبٍ * إلَيكِ مِنْها، وأقصتْ كلّ أفّاكٍ
قدْ عادت اليومَ للفُصْحى مكانتُها * في أرضها، فهْيَ فَرْدَى، دُون إشراكٍ
يا اِبن باديسَ أبْشرْ، ضادُنا انتصرتْ * على فرنسا، وصحّتْ بعد إنهاكٍ
تبّا لباريسَ، كم كادتْ، وكم مكرتْ * وسيّجت حقلَ تعليمٍ بأسلاكٍ
كم همّشتْها، وعادتْها، فما طُمِسَتْ * وحاربتْها، فما انقَادتْ لسفّاكٍ
يا ضادُ، يا لُغةَ القُرآنِ، ليسَ لنا * في أرضنا بعد دِين الله، إلّاكِ
كِتابُنا بِكِ يُتْلى، والحديثُ، ولا * صلاةَ صحّتْ- وإنْ بالحَمْد-لولاكِ
أنتِ الفصاحةُ في وعظٍ وفي خُطَبٍ * أنتِ البلاغةُ في تسبيحِ نُسّاكٍ
أنتِ التي حفِظتْ للشّعر روعَتَه * والنّثرُ أصبحَ وردًا دُونَ أشواكٍ
أنتِ التي لستُ أرضى غيرَها بدلًا * عنْها، لأنّي- وربّ البيتِ- أهواكِ
إنْ حاربتْكِ فرنسا، قُلتُ غازِيةٌ * والغَزوُ عادَتُهُ تدميرُ أملاكٍ
بالأمسِ آذاكِ من باريسَ سَاسَتُها * واِبنُكِ اليومَ بالتّهميش آذاكِ
وقال فيكِ قُصُورٌ، والقُصورُ به * وحافظُ النّيل يدري كُلّ شكْواكِ
والشّاذليُّ هُو النّبراسُ في حَلَكٍ * قرّتْ به-بعْدَ سَكْبِ الدّمع-عينَاكِ
في عهْده وُضعَ القَانُونُ، فارْتعَدتْ * فرائصُ اللّذْ جنَى دَهْرًا وعاداكِ
فجمّدُوهُ، وذا زروالُ أخرجَهُ * للنّورِ، يحْكي لُجَيْنًا عِنْدَ سبّاكٍ
يا ضادُ يخطئ مَنْ يَدْعُوكِ عَاجِزَةً * عنِ الرّقيّ، فقدْ جلّتْ عَطَايَاكِ
هذا زمَانُكِ، تِيهي فيه وافْتخِري * اللهُ أبطَلَ مَا كَادُوا، وأبْقَاك