بين مؤيد ومنتقد ومعارض.. كتّاب وشعراء يتحدثون لـ “الموعد اليومي” عن إلغاء معرض الكتاب

بين مؤيد ومنتقد ومعارض.. كتّاب وشعراء يتحدثون لـ “الموعد اليومي” عن إلغاء معرض الكتاب

أعلنت، مؤخرا، الجهات المكلفة بتنظيم معرض الكتاب في الجزائر، عن إلغاء طبعة هذا العام بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد. وعن هذا الموضوع تحدث بعض المثقفين لـ “الموعد اليومي”….

 

الدكتور بريك الله حبيب

الإجراء احترازي

كان لقرار إلغاء طبعة 2020 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر وقعا أليما وخبرا سيئا لرواد الثقافة ومحبي الكتاب، ولعل الكثير منا يعلم السبب المباشر وراء هذا القرار والمتعلق بوباء كورونا المستجد، في الحقيقة القرار جاء في ظروف خاصة ترمي إلى الحد من المزيد من الإصابات والحفاظ على الصحة العامة للمواطن الجزائري، ثم إن قرار الإلغاء يعتبر كغيره من القرارات الاحترازية الهامة التي اعتمدتها الحكومة في مكافحة هذا الوباء العالمي كغلق المدارس والمساجد ودور الحضانة والمطارات وتوقف الرحلات والسياحة وغيرها من المرافق العمومية الأخرى .

على أمل أن يلتقي رواد ومحبو الكتاب في طبعته القادمة عام 2021 ويكون الوباء قد زال وانتهت الأزمة الصحية، وقد تعلمت منه البشرية دروسا وآليات التنمية وتطوير مؤسسات الدولة الحيوية كالصحة والتعليم والبحث العلمي .

 

الشاعرة نوارة مشتة

خسارة كبيرة

ما أقوله هو أنه حتما خسارة للبلد لأنه كان حدثا وطنيا ودوليا وقبلة للعديد من الناشرين والعارضين وكذلك الكتاب والقراء. إن انتظار حدث ينظم كل عام وتأتي ظروف هكذا مفاجئة تلغيه يترتب عليه الكثير من الخسائر المعنوية، فهناك من يعني له هذا المعرض الكثير وكان بالنسبة له فرصة للقاء بالكتّاب والكتَاب.

بالنسبة للزائر والقارئ العادي، فالمعرض كان وما يزال فرصة لاحتكاك الكتاب الشباب فيما بينهم ومع كتّاب يمثلون لهم رمزا أو هم أحد معجبيهم، لكن نتمنى ألا يتأثر إلغاء المعرض لهذه السنة بمواصلة العمل والكتابة خاصة عند الكتاب الشباب وأن ينشروا أعمالهم إن رأوا أنها تستحق أن ترى النور، فالقراءة لا يمكن لها أن تلغى وإن أُلغي أي معرض في هذا العالم.

 

الكاتبة أسماء سنجاسني

خسارة فادحة للقراء والمؤلفين

إن المعرض الدولي للكتاب هو المحطة التي يظهر فيها الكاتب إعلاميا وجماهيريا، كما يعتبر المنبر الذي يثمّن عطاء الكاتب نظرا لقلة المنابر الثقافية، وإلغاؤه هذا العام بسبب الظروف الراهنة هو خسارة فادحة للقراء والمؤلفين على حدٍ سواء، لكن في هذه الحياة وبشكل عام، فإن أي شيء سلبي إلا وله إيجابيات، وأي شيء إيجابي إلا وله سلبيات، وقد يبدو أن إلغاء هذا الحدث على أهميته هذه السنة أمر سلبيٌّ وخسارة كبيرة،  لكنه في المقابل فرصة للكاتب كي يرتب أوراقه، وفرصة للقارئ كي يعيد ترتيب أفكاره لرسم مساره في الحياة، وكل هذا يدفعنا جميعا نحن محبي الثقافة والكتب نحو العمل والاجتهاد في هذه الفترة التي تشهد ركودا أدبيا واضحا من أجل أن نرتقي بأنفسنا ونقدم في قادم الأيام إن شاء الله كتابات تليق بالساحة الأدبية مضمونا وتركيبا، لتزرع الروح من جديد في نفوس القارئ الجزائري وتدفعه لأن يقبل على المنتوج المحلي مرة أخرى.

 

الشاعر عماد فهد عثماني

القرار يعود بالسلب على الكاتب ودور النشر

إن تأثير قرار الإلغاء ليس على الكاتب الجزائري فقط، فهو أيضا يمس دور النشر والمهتمين بهذا المعرض وحضوره، وكما يعرف الجميع فإن الاهتمام ليس مقتصرا على فئه معينة، ومعروف أن معرض الكتاب في الجزائر يلقى الكثير من الاهتمام من جميع الشرائح والأعمار، وأيضا هو محطة لدى بعض الزوار من خارج الجزائر لحضور هذا المعرض، لما له من سمعة وتاريخ طويل .أما عن تأثير القرار “بالتأكيد سوف يكون سلبياً على دور النشر، وعلى الكتاب، وعلى حركة النشر، ومؤكد أن القرار نتيجة لتداعيات جائحة كورونا، فقطاعات كثيرة تأثرت، ليس فقط قطاع النشر الورقي المتعارف عليه، وعليه من الواجب أن نتوقف عند هذا الأمر، لأن هناك فعاليات ضخمة تم إلغاؤها بسبب جائحة كورونا..”.

 

القاص حركاتي لعمامرة

الإلغاء خسارة كبيرة

 

لقد جاء إلغاء معرض الكتاب الدولي بالجزائر لهذه السنة نتيجة ظهور وباء كورونا الذي غيّر مسار حياتنا، فتم على إثره إلغاء العديد من الأنشطة الثقافية والتربوية وحتى الاقتصادية، وقد أثر هذا الإلغاء على الواقع الثقافي من جهة، إضافة إلى تأثيره على حركية دور النشر التي تعاني من كساد في مخزونها من الكتب المطبوعة والتي كانت مبرمجة لعرضها هذا العام .لقد كانت سنة 2020 سنة بيضاء بكل المقاييس .

 

الكاتبة مليكة هاشمي

الإلغاء سيخلف آثارا سلبية على جميع الأصعدة

خبر إلغاء معرض الكتاب أثر سلبا وبشكل مباشر على الكتاب بصفة عامة، خاصة أصحاب الإصدارات الأولى الذين كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر لعرض منتوجهم المعرفي على القراء باعتباره ركحا ثقافيا شاملا ومتميزا وملتقى بين الكاتب والقراء، ففي ظل قلة التسويق والتوزيع والترويج للكتب من طرف بعض دور النشر، فإن معرض الكتاب كان العزاء الوحيد للكتّاب، في حين أن البعض منهم أشار إلى إمكانية تنظيم معرض كتاب افتراضي لتخفيف الخسائر التي قد تطال الكاتب وتمكين القراء من الاطلاع على الإصدارات الجديدة واقتناء الأحسن منها، في حين وجدنا بعض الشغوفين بالقراءة الذين طرحوا إمكانية تنظيم معرض كتاب وطني يقتصر على دور النشر الجزائرية فقط وهو الاحتمال الأقرب للتجسيد، وبين مؤيد ومعارض، تبقى لخبر الإلغاء انعكاسات سلبية على مختلف الأصعدة، خاصة وأن الكثير يترقب موعده بفارغ الصبر.

 

المبدعة سليمة مليزي

قرار إلغاء معرض الكتاب كان منتظرا

 

في الوضع الراهن الذي يعيشه العالم من تحولات بسبب فيروس كورونا، الذي اجتاح العالم وغيّر مسار الانسان، وشلّ الحياة، وألغى كل مظاهر النشاطات الاقتصادية والثقافية والعلمية، إنه أمر طبيعي أن تتخذ الجزائر التي مسها هذا الوباء كبقية دول العالم، كل الإجراءات الاحترازية من أجل سلامة المواطن، والحد من انتشار الوباء، والبحث عن سبل للقضاء عليه ..لذلك أرى أن إلغاء المعرض الدولي للكتاب هو أمر أُرغمت عليه الجزائر، لأن المعرض يتطلب مشاركة دور النشر العالمية، وكلنا نعرف أن الحدود مغلقة مع كل دول العالم، فكيف يمكن للجزائر أن تقيم المعرض الدولي للكتاب، وحدودها مغلقة، هذا من الجانب الأمني والحفاظ على سلامة الشعب من انتشار الوباء من جهة أخرى.

أما اقتصاديا، فإلغاء المعرض، هو أمر صعب جدا، وستترتب عليه خسائر اقتصادية كبيرة خاصة بالنسبة لدور النشر والمبدعين.

أما فيما يخص الجانب الإبداعي والثقافي  فهو ركود ممل جداً سيعيشه الأديب في غياب هذه الطبعة من المعرض الدولي للكتاب 2020، حيث أن المعرض هو ملاذ الأديب وخاصة المبدع الجزائري، لإيجاد ضالته خلال سنة كاملة من الجهد والإبداع والطبع، حيث يعتبر المتنفس الوحيد للأديب، واللقاء الأدبي الكبير بين الأدباء من كل المستويات، لكن حسب ما قرأت لكبار الأدباء، فإن العديد منهم يطالبون بتنظيم المعرض الدولي للكتاب بطريقة جد حضارية، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية من أجل تفادي انتشار الوباء، مثل المراقبة العامة للزوار من خلال الكشف عن حرارة الجسم، التباعد الإجباري، تقليص عدد دور النشر للمشاركة، واعتقد أن هذا حل سلمي وناجع، كما بدأت بعض المهرجانات عبر دول العالم في النشاط، وبشكل منظم جدا كمهرجان البندقية السينمائي الذي انطلق منذ يومين فقط، تحت إجراءات احترازية منظمة جدا .

كلمتهم: حورية/ق