أجمع عدد من الدكاترة والكتّاب على الاختلال الواقع بمسرح الطفل، وذلك خلال ندوة علمية عقدت بقسنطينة، تم خلالها إبراز أهم التحديات التي يجب الفوز بها لإنتاج عمل مسرحي مقبول للأطفال.
وطرح الدكتور المختص في الأدب والمسرح “عبد الكريم خثالة” في محاضرته مجموعة من الأسئلة حول كيفية إبراز الهوية الوطنية خلال السرد الروائي في الكتابات المسرحية بطريقة تلامس الطفل، مشيرا لكون التعريف المتعارف عليه لمسرح الطفل، هو الموجه لفئة الصغار من 4 سنوات إلى 18 سنة، متسائلا إن كان الواجب تقديم هذا المسرح للصغار أو للكبار، وهي الحلقة المعرفية التي يجب الفصل فيها حسبه، وهو ما ينطبق أيضا على مسألة الفصل بين العروض المقدمة وكاتبها والنصوص المكتوبة للطفل والمحولة إلى مسرحيات، والتي أكد وجوب إعادة النظر في صياغتها، لغتها، الجانب الموضوعاتي فيها من خلال احترام الهوية والنسق المسرحي الجديد.
المعني طرح عدة تساؤلات تخص التوجه في الجزائر إن كان نحو تقديم مسرح فني أو تعليمي يصل إلى أفكار ونتائج في الأخير، كاشفا عن نتائج تجربة سبر آراء مست بعض التلاميذ بإحدى المدارس بولاية سطيف، للبحث عما تلقاه الطفل بعد مشاهدته لمسرحية والتي بينت أن الطفل أصبح متلقيا إيجابيا ويطرح مجموعة من الأسئلة على العرض المسرحي، معتبرا الوقت أصبح مناسبا للسماح للطفل للكتابة لنفسه بعيدا عما يكتسبه الكبار ويحولونه في نص مسرحي، حيث يجب أن يعيش الطفل مراحل حياته والعودة له لكي ينتج مسرحا وينتقي ما يشغل الطفل في حياته اليومية وأخذ اتجاه جديد لإقحامه في المجال الإبداعي.
وأكد الدكتور أحسن تليلاني أن ثقافة الطفل في الوطن العربي بصفة عامة تعرف نقصا كبيرا، وهو ما ينطبق على الأنشودة والكتاب والمجلة والشريط السينمائي، مشيرا لكون قلة قليلة من العروض المسرحية تهتم بثقافة الطفل، بل أن بعضها عبارة عن عروض بعيدة كل البعد عن الطفل ومنها التي تعتبر خطيرة، حيث وباسم الطفل تحمل المسرحيات منطقا استغلاليا بالاعتماد على رسائل سياسية وخطاب موجه للكبار، مشيرا لكون الكتابة للطفل تتطلب الكثير من المهارة وأن هذا النوع من الكتابة هو الأصعب بإجماع النقاد، باعتبار أن تقنيات المخاطبة والتجسيد تذهب نحو الخيال مع احترام المكان والزمان والفكرة بعيدا عن التهريج.
ق/ث