تقول الدراسات والأبحاث إنه لا توجد فروق في مستويات التوتر بين آباء الأطفال الصغار وآباء المراهقين، إلا أن الأولياء يختلفون مع هذه الدراسات، حيث يُظهر آباء الأطفال الصغار أريحية وسعادة أكبر في علاقتهم بأطفالهم مقارنة بآباء المراهقين الذين يعانون من التوتر بسبب تصرفات أبنائهم، كما أنهم يعانون من خلافات زوجية أكثر.
كل يرى نفسه في دائرة الضغط
في مقال نشره موقع “تايمز أوف إنديا”، ذكر أن العديد من الآباء الذين يعانون خلال سنوات الطفولة المبكرة، أن تربية المراهقين يمكن أن تكون أفضل، لكن آباء المراهقين يشعرون بعكس ذلك، وهو ما يجعل آباء المراهقين يحذرون آباء الأطفال الصغار مما هو آتٍ.
الطفل الصغير أم الابن المراهق
من جهته، نشر موقع “سيكولوجي توداي” مقالا للأخصائية النفسية كارا غودوين، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس السريري للأطفال، حاولت من خلاله الإجابة عن التساؤل حول أيهما أسهل تربية الطفل الصغير أم الابن المراهق، وأي الأبوين الأكثر تعبا وإرهاقا.
قالت المختصة إن الأبحاث لم تجد أي فروق ذات دلالة إحصائية في مستويات التوتر بين آباء الأطفال الصغار وآباء المراهقين.
ومع ذلك، أظهرت إحدى الدراسات أن “عبء الدور”، المعروف أيضا باسم “الشعور بالإرهاق كوالد بسبب ما عليك القيام به”، يكون أعلى لدى آباء الأطفال الصغار مقارنة بآباء المراهقين.
الطفل وضغط متطلبات الحاجة
ترتبط تربية الطفل الصغير بضغط متطلبات الحاجة، أي أنه يطلب كل ما يحتاجه من والديه، وهو ما يستدعي توفير وقت أكبر من قبل الوالدين من أجل الرعاية، وبالتالي صعوبة عمل توازن بين ما يحتاجه العمل وما تتطلبه الأسرة، وكذلك صعوبة الحصول على وقت شخصي كافٍ.
هذا، وتوصلت الأبحاث كذلك إلى أن جودة العلاقة الزوجية تتدهور منذ الطفولة ثم تتحسن عندما يبدأ الطفل بالالتحاق بالمدرسة الابتدائية.
وفي ذات الوقت يُبدي آباء وأمهات الأطفال دون سن الخامسة رضا متزايدا عن العلاقة مع أطفالهم، وزيادة احترام الذات، وأعراض اكتئاب أقل مقارنة بوالدي الأطفال المراهقين أو الأطفال في سن المدرسة. كما يُظهر آباء الأطفال الصغار أيضا سعادة أكبر عند التفاعل مع أطفالهم مقارنة بآباء المراهقين.
.. وللمراهقة صعوبتها
يؤكد آباء وأمهات المراهقين أن هذه المرحلة لها صعوبتها الخاصة، حيث وجدت الأبحاث أنه في حين أن الأطفال الصغار لديهم المزيد من المطالب والاحتياجات، وعادة ما يتم تلبية احتياجاتهم بالطريقة نفسها، فإنه من الناحية الأخرى، يطلب المراهقون من والديهم تلبية احتياجاتهم بطرق مختلفة وأكثر فردية. بمعنى آخر، قد يحتاج الأطفال الصغار كثيرا ولكن قد يكون من الأسهل تلبية احتياجاتهم..
إيجابية المرحلتين
تقول الأخصائية النفسية غودوين، إنه على الآباء والأمهات سواء كان لديهم طفل صغير أو ابن مراهق محاولة تركيز انتباههم على الجوانب الإيجابية لمرحلة النمو التي يمرون بها مع الأطفال الصغار.
أما مع المراهقين، فيمكنك التركيز على أنهم أصبحوا مستقلين ويقومون بأغلب شؤونهم دون مساعدة من طرفك، وأنه يمكنك مغادرة المنزل والحصول على بعض الوقت لنفسك دون الحاجة إلى القلق من أن تتركهم وحدهم.
ق. م