بين التمسك بالدستور والذهاب إلى انتخابات واصرار المتظاهرين على مطالبهم… “السوسبانس” يتواصل والحل التوافقي الغائب الأكبر

بين التمسك بالدستور والذهاب إلى انتخابات واصرار المتظاهرين على مطالبهم… “السوسبانس” يتواصل والحل التوافقي الغائب الأكبر

الجزائر- تتواصل حالة الانسداد التي تطبع المشهد السياسي والوطني في الجزائر نتيجة تمسك مؤسسة الجيش بالحلول الدستورية وإصرار الشعب على التمسك  بمطالبهم برحيل رموز النظام في أيام حملت الكثير من المستجدات.

طرح خطاب قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح خلال اليومين الماضيين  وهو في الناحية العسكرية الخامسة من قسنطينة تحديدا، التمسك والإبقاء على الحلول الدستورية و ضرورة الذهاب الى انتخابات الرابع جويلية وقبول الجلوس مع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح كحل للخروج من الأزمة، عديد التساؤلات بشأن مصير الأزمة المتواصل في ظل غياب حل توافقي أمام ازدياد اصرار المتظاهرين وتمسكهم بمطالب رحيل رموز النظام وكل رجالاته، مصممين على الخروج للجمعة الحادية عشرة على التوالي في مظاهرات واحتجاجات عارمة..

ويستمر “السوسبانس” ، الذي يخيم على الساحة الوطنية نتيجة أحداث عرفتها الجزائر، وسط حديث عن عودة الفيس المحل والخطابات التحريضية التي غذها “الماك” الذي طل من الحرم الجامعي، ليطل الجنرال المتقاعد وزير الدفاع الوطني الأسبق خالد نزار  ويدلي بشهادات حول الأيام الأخيرة لحكم بوتفليقة وعائلته في البلاد، وفجر قنابل ضد السعيد شقيق الرئيس الذي حاول أن يفرض حالة الطوارئ في البلاد وخصومته مع قائد الأركان الفريق أحمد ڤايد صالح الذي أراد تنحيته، ما خلف ردود فعل متفاوتة بين الجزائريين الذين اعتادوا أنه مابين ساعة وساعة يظهر خبر جديد مفاجئ وغير متوقع.

كل هذه الأحداث المتسارعة زادت من ضبابية المشهد السياسي في البلاد، حيث يرى متابعون للشأن السياسي أن محاربة الفساد في ظل إعلان قيادة الأركان عن أنها تحوز ملفات ثقيلة ستكشف عنها لاحقا ما فتح باب التأويلات حول مصير الحراك الشعبي الذي بدأ يوم 22 فيفري الماضي، ومطالبه بضرورة رحيل فلول النظام، إلى الاكتفاء بما يفتح من ملفات حول محاربة الفساد. في وقت ألحّ الأربعاء الفريق أحمد ڤايد صالح  على الطبقة السياسية التحاور مع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، في ظل رفض تام للجلوس مع الأخير من قبل الموالاة قبل المعارضة، وهو ما سيفتح الجدل واسعا أمام هذه الجلسات في دورتها الثانية.

وفي خضم كل هذا  لا تزال العدالة تحقق في شبهات فساد مالي واقتصادي بحق سياسيين ومسؤولين حاليين وسابقين في نظام الرئيس المستقيل، حيث يطالب المحتجون في الجزائر بمحاسبة جميع الفاسدين إبان حكم بوتفليقة، وفي مقدمتهم شقيقه السعيد، الذي وصفته لافتات وشعارات بـ”رئيس العصابة”

أيمن رمضان باي