بين الأطفال وكبار السن “بكتيريا المكورات الرئوية”.. من المسببات الرئيسية للوفيات

elmaouid

المكورات الرئوية، هي أحد أنواع البكتيريا الميكروبية التي تستوطن الجهاز التنفسي العلوي، وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم وتتسبب في الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة بين الأطفال والبالغين على حد

سواء مثل الالتهاب الرئوي غير الإجتياحي، ومرض المكورات الرئوية الإجتياحي، الذي يشمل بدوره التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، والإلتهاب الرئوي الإجتياحي، والتهاب الأذن الوسطى، وتجرثم الدم.

 

ما هي معدلات الإصابة بأمراض المكورات الرئوية؟

يؤكد الخبراء أن معدلات الإصابة بأمراض المكورات الرئوية بين كبار السن في مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على وجه الخصوص مرتفعة نتيجة مقاومة الميكروب الشديدة للمضادات الحيوية، ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 50 في المائة من التهابات الجهاز التنفسي والرئة وتحديدًا الالتهاب الرئوي ينتج عن بكتيريا المكورات الرئوية، وأنها تعد السبب الثاني للوفاة على مستوى العالم بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، كما تعتبر أمراض الجهاز التنفسي والرئة المسبب الأول للتغيب عن العمل وضعف الإنتاجية عالميًا. وتشير الإحصائيات الواردة من السعودية ومصر والكويت والإمارات وتونس والجزائر إلى أن 50 في المائة من سلالات هذا الميكروب لا تستجيب للمضادات الحيوية.

 

عوامل الخطورة

تزيد عوامل الخطورة من احتمالات وشدة الإصابة بالأمراض التي تسببها بكتيريا المكورات الرئوية، ومن أهمها: العمر وكفاءة الجهاز المناعي للجسم اللذان توجد بينهما علاقة وثيقة، حيث تقل كفاءة الجهاز المناعي في مرحلة الطفولة وحتى الخامسة من العمر وكذلك في مرحلة الشيخوخة فوق سن الخمسين، وبالتالي ترتفع حالات الإصابة بأمراض ميكروب المكورات الرئوية بشكل كبير بين هذه الفئات العمرية. ومن العوامل أيضا الأماكن المزدحمة، والإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري ومشاكل الكبد والكلى والجهاز التنفسي والتهاب الشعب الهوائية وانسداد الرئة لدى كبار السن.

وأثبتت الدراسات أن من تجاوز الـ50 عامًا يكون عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية بدرجة أكبر من غيره، وأن فرص إصابة الأشخاص الذين لديهم اثنين أو أكثر من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والكلى عالية وتعادل فرص إصابة من يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وأظهرت نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أن 60 في المائة من جميع حالات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي و80 في المائة من جميع حالات الوفيات بسبب نفس المرض تحدث لمن هم فوق سن الخمسين، وأن خطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية يتضاعف لدى من تتراوح أعمارهم من 50 – 64 عامًا ويعانون في نفس الوقت من أمراض مزمنة.

 

أهمية اللقاح المضاد للمكورات الرئوية

باستعراض نتائج دراسة موسعة حديثة أجريت في هولندا، واستمرت هذه الدراسة، التي شملت 85 ألف شخص من كبار السن، أربع سنوات سبقها عامان من الإعداد وجمع وتجهيز البيانات، ولم يكن اختيار هولندا تحديدًا من باب المصادفة إنما لتوفر عدة أسباب من شأنها ضمان كفاءة وفعالية نتائج الدراسة، فهولندا تأتي في مقدمة الدول التي تتميز بارتفاع مستوى الصحة العامة، وتتمتع بوجود نظام متطور للرعاية الصحية الأولية من النواحي التنظيمية، كما أن القوانين والأنظمة هناك تحول دون إساءة استخدام أو الإفراط في استخدام المضادات الميكروبية والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى إدراج نوع مختلف من لقاحات الوقاية من المكورات الرئوية ضمن برنامج التحصين الوطني للأطفال لديهم، كل هذه العوامل جعلت من هولندا مكانًا مثاليًا لإجراء تلك الدراسة الموسعة.

– تم تقسيم الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة إلى مجموعتين متساويتين من حيث العدد: المجموعة الأولى تضم 42، 500 شخص تم إعطاؤهم لقاح الوقاية من المكورات الرئوية، وأعطي للمجموعة الثانية لقاح وهمي “بلاسيبو” وجرى متابعة المجموعتين متابعة دقيقة على مدار 4 سنوات لمعرفة أعداد الذين تعرضوا للإصابة بمرض الالتهاب الرئوي ومرض المكورات الرئوية الإجتياحي، فوجد أن اللقاح وفر حماية من مرض الالتهاب الرئوي المكتسب بنسبة 45 في المائة ومن مرض المكورات الرئوية الاجتياحي بنسبة 75 في المائة من إجمالي عدد الأشخاص في المجموعة الأولى وهي نسب عالية ولفترات زمنية طويلة، أما مدلول الوصول لهذه النسب والنتائج في دولة مثل هولندا – حيث تنخفض مقاومة البكتيريا للمضادات الميكروبية – فيعني أن استخدام اللقاح في أماكن أخرى من العالم سيكون بلا شك أكثر فعالية وتأثيرًا في الوقاية من المرض. وحذر البروفيسور بيكازو من إساءة استخدام المضادات الميكروبية والمضادات الحيوية والتي تعد واحدة من أكثر المشاكل الصحية الشائعة في العالم وتساعد بشكل كبير على زيادة مقاومة الميكروبات وظهور سلالات جديدة منها لا تستجيب للعلاجات، حيث تشير التقارير إلى أن زيادة قدرة الميكروبات لمضاد حيوي مثل البنسلين تصل إلى 60 في المائة في السعودية والكويت، مؤكدًا أن الوقاية باستخدام اللقاح الواقي من المكورات الرئوية هو الحل الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة وخفض معدلات الوفيات والخسائر الهائلة المرتبطة بذلك.

ق. م