تعيش عدة عائلات، القاطنة بعمارات في شارع “ميلوز” رقم 37 ببلدية الجزائر الوسطى، على أعصابها جراء الانهيارات الجزئية التي مست سكناتهم القديمة، خاصة الشرفات التي تعرف حالة جد متقدمة من الاهتراء
والتدهور، آملة في حصولها على سكنات لائقة واستفادتها من عملية الترحيل في مراحلها القادمة.
وعبرت تلك العائلات، عن مدى استيائها وتخوفها من مصير الموت الذي يواجهها، بعد أن ازدادت الانهيارات الجزئية التي تعرضت لها سكناتهم، في الفترة الأخيرة، سيما الشرفات التي تشهد حالة جد متقدمة من التدهور، يحدث هذا أمام صمت ولامبالاة المصالح المحلية التي غضت النظر عن المخاطر الذي تتربص بهم يوميا، وباتت تهدد سلامتهم وسلامة المارة على حد سواء، ومصير الموت الذي أضحى هاجسهم، وكابوسا حقيقيا.
في سياق متصل، أشار هؤلاء إلى المعاناة التي يعيشونها داخل سكناتهم الهشة، منذ أكثر من خمسين سنة، حيث أصبحت على حد تعبيرهم لا تصلح للعيش الكريم، بسبب اهترائها وهشاشتها، وهذا راجع لتاريخ تجسيدها الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، مستائين في ذات الوقت من سياسة التهميش التي تنتهجها المصالح المحلية في النظر إلى شكاويهم، التي رفعوها منذ عدة سنوات، للالتفات إلى وضعيتهم الحرجة التي تزداد سوءا بتزايد عدد الانهيارات التي تتعرض لها سكناتهم، وفي هذا الصدد أكد محدثونا أنهم قدموا عدة ملفات للاستفادة من سكنات لائقة، تنهي معاناتهم وتخوّفهم من الموت المفاجئ، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد من قبل المصالح المحلية، وإن تلقوا فتبقى على حد تعبيرهم وعودا كاذبة، يطلقها المسؤولون في كل مرة.
كما أكدوا في سياق حديثهم أن البنايات المتواجدة بالحي، لم تعرف لحد اليوم سوى ترميمات سطحية وخارجية، دون إعادة ترميم الشقق أو الشرفات التي تهاوت بشكل كبير، مما انجر عنها عدة انهيارات، وعليه طالبت العائلات الساكنة بالعمارات المهددة بالانهيار بهذا الشارع بضرورة تدخل المصالح الولائية من أجل الإسراع والتدخل العاجل، في قضية استفادتهم من سكنات اجتماعية لائقة، وذلك لإنهاء معاناتهم أمام الظروف الصعبة التي يقاسونها منذ عدة سنوات.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن صرحت مصالح بلدية الجزائر الوسطى، أن البنايات القديمة المتواجدة في مختلف شوارع البلدية، أغلبيتها لم تصنف في الخانة الحمراء، وغير مهددة بالانهيار، بالرغم من أن بعض الشرفات تعرف نوعا من الهشاشة، وعليه برمجت الولاية برنامجا لإعادة تأهيل كل الشوارع الكبرى للبلدية، كما هو حال شارع “ديدوش مراد”، “أودان”، “كريم بلقاسم”، “محمد الخامس”، “زيغود يوسف” وغيرها من الشوارع، أين أوضحت أن برنامج الولاية انطلق وسيتواصل إلى غاية إعادة تهيئة كامل العمارات المعنية بالبرنامج.