بيت المقدس … بيت الأنبياء

بيت المقدس … بيت الأنبياء

بيت المقدس هو البيت الذي كان سيدنا صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يحمل همه، حتى أنه لم يكن يبتسم، وعندما قيل له يا أيها القائد لماذا لا نراك تبتسم؟ فيقول رحمه الله ” كيف أبتسم والأقصى أسير؟”. إن بيت المقدس هو المكان الوحيد الذي اجتمع فيه الأنبياء جميعًا، وصلى بهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إمامًا، ومنه بدأ معراج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا. بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن “فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ “. ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم أن تشدَّ الرحال إلا لثلاثة مساجد فقال صلى الله عليه وسلم ” لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ” رواه البخاري. وبشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم بأن بيت المقدس سيفتح، ولا تقوم الساعة حتى يفتح هذا البيت.

ولذلك جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا بقيادة أسامة رضي الله عنه ليفتح بيت المقدس، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يفتح البيت، ثم جاء بعده الخليفة الأول سيدنا الصديق رضي الله عنه فسيّر الجيوش نحو بيت المقدس ولازالت الدماء تسيل والرقاب تطير حتى توفاه الله قبل فتحه، ثم جاء سيدنا عمر رضي الله عنه وتولى خلافة المسلمين، وفي السنة الخامسة عشرة من الهجرة فتح الله على يده بيت المقدس في تلك القصة المشهورة. بيت المقدس هو المكان الذي أذن فيه سيدنا بلال، فبكى سيدنا أبو عبيدة وباقي الصحابة رضي الله عنه، أتدري لماذا بكوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟. لأنهم عندما دخلوا بيت المقدس تذكروا بشارة نبيهم بفتح بيت المقدس، وتذكروا أن نبيهم صلى الله عليه وسلم قد صلى في هذا المكان إماما بالأنبياء، وأن هذا البيت هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.