بيان مختلف عن تصريحات سابقة لإدارة ترامب…تغيّر في لهجة البيت الأبيض:  الاستيطان الإسرائيلي عقبة أمام السلام

elmaouid

  الاتحاد الأوروبي يدين التوجهات الاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين المحتلة في بيان يعد بمثابة خرق لتصاريح سابقة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفاع عن بناء المستوطنات، اعتبر البيت الأبيض أن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد لا يكون عاملا مساعدًا لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا أنه لم يتخذ بعد موقفًا رسميًا حيال هذا الموضوع.

وأعلن البيت الأبيض، أن بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد “لا يساعد على إيجاد حل للصراع القديم والطويل الأمد” في الشرق الأوسط، في مؤشر جديد على تغير في لهجة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية، ومسألة الاستيطان الإسرائيلي، واستعادة للخطاب التقليدي الذي تبنته الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عقود.وفي السياق قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر إذا كنا لا نعتقد أن وجود المستوطنات عقبة في طريق السلام، فإن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع تلك الموجودة خارج حدودها الحالية قد لا تساعد على تحقيق هذا الهدف.

ويعتبر هذا البيان خرقًا في سياق التصاريح السابقة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدفاع عن بناء المستوطنات الإسرائيلية.ومنذ 20 يناير وتنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، ويعكس تسريع وتيرة الاستيطان رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم الجمهوري دونالد ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة باراك أوباما التي عارضت الاستيطان.وتبنى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي في آخر أيام إدارة أوباما قرارًا يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان فورًا بتأييد 14 من الدول الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت للمرة الأولى منذ 1979. يشار الى ان الأمم المتحدة تعتبر كل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية.وفي اولى ردود الفعل قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون، الجمعة، إن من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر أحدث بيان للبيت الأبيض بشأن مساعى إسرائيل الأخيرة لبناء منازل جديدة فى الضفة الغربية المحتلة، على عمليات البناء فى المستقبل.وكان هذا أول رد فعل من مسؤول إسرائيلى على بيان البيت الأبيض الذى صدر عن إدارة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب وقال دانون “من السابق لأوانه التحديد.. لن أصنف ذلك بأنه تحول من الإدارة الأمريكية لكن من الواضح أن الموضوع على أجندتهم… ستطرح القضية للنقاش عندما يلتقى رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) مع الرئيس فى واشنطن… لن نتفق دوما فى كل شيء.” يذكر انه من المقرر أن يلتقي نتنياهو وترامب في واشنطن في الخامس عشر من شهر فيفري  الجاري. وفي اتصال هاتفي بينهما الأسبوع الماضي، وعد الرئيس الأميركي رئيس حكومة الاحتلال بالتزام أميركي “غير مسبوق بأمن إسرائيل”.كما لا يزال ترامب يدرس قرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة الذي اتخذ عام 1995. واختار الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض تأخير تنفيذه كل ستة أشهر، تحسباً لردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية، وتخوفاً من تداعيات ذلك على الاستقرار في المنطقة، والأضرار التي يمكن أن يلحقها بالمصالح الاستراتيجية الأميركية. وظهرت بعض المؤشرات على تغّير في لهجة ترامب إزاء الاستيطان الإسرائيلي ونقل السفارة إلى القدس، بعد تنصيبه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة، رغم الانتقادات التي وجهها إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لعدم استخدامها الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، لمنع صدور قرار تجميد الاستيطان، وتعهداته خلال الحملة الانتخابية بنقل السفارة إلى القدس فور وصوله إلى البيت الأبيض.من جانب اخر  أدانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيريني، التوجهات الاستيطانية للحكومة الإسرائيلية.وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء 3 آلاف وحدة استيطانية فى الضفة الغربية وما سبقه من إعلانات مشابهة يومى 22 و24 الشهر الماضى.

واعتبرت موجيرينى أن التصرفات الإسرائيلية تشكل تحدياً مباشراً لآفاق حل الدولتين، قائلة “يُخشى أن يصبح هذا الحل مستحيلاً فى ظل تسارع الاستيطان الإسرائيلي”. وأعربت عن أسف الاتحاد الأوروبى لقيام إسرائيل بالمضى قدماً فى هذه المشروعات، على الرغم من الاعتراضات الأوروبية والدولية التى تثار على جميع المستويات.هذا وحرصت موجيرينى على التذكير، بأن التوسع الاستيطانى غير قانونى بموجب القانون الدولي، خاصة القرار رقم 2334. وشددت على أن التوسع الاستيطانى الإسرائيلى يسير بعكس سياسة الاتحاد الأوروبى والتوصيات الواردة فى تقرير اللجنة الرباعية الدولية، والتى تدعو الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى للامتناع عن أى تصرف يعرض حل الدولتين للخطر.