يشتكي سكان قرية “بن تافات” بشعبة العامر جنوب شرق بومرداس من انعدام كلي لمختلف المرافق الضرورية كالغاز، الماء واهتراء الطرقات ومختلف الخدمات الأخرى، وهو ما جعلهم يعيشون وسط ظروف صعبة، مبدين استياءهم مما وصفوه بعدم مراعاة السلطات الوصية لانشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية، آملين أن تعجل هذه الأخيرة في برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن حياتهم اليومية.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني قرية “بن تافات” بشعبة العامر جنوب شرق بومرداس أكدوا لنا أن قريتهم ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات المحلية، فثالوث غياب الغاز، الماء واهتراء الطرقات هو الحياة اليومية لسكان المنطقة منذ سنوات، ناهيك عن مشكل انعدام فرص العمل الذي جعل البطالة شبحا يلازم أبناءها رغم العدد القليل لمناصب الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب، الذي لا يتجاوز نسبة 5 بالمائة من طلبات التشغيل المودعة بمصلحة الشؤون الاجتماعية بالبلدية، هذا الأمر جعل شباب القرية يصرف النظر عن الحصول على فرص عمل أمام غياب الجهات المسؤولة.
أول مشكل تطرق إليه قاطنو القرية تمثل في غياب الغاز الطبيعي عن سكناتهم واعتمادهم على غاز البوتان الذي يعرف في فصل الشتاء خللا ونقصا في التوزيع، حيث يفوق سعر القارورة الواحدة في بعض الأحيان 600 دينار، الأمر الذي يؤدي بسكان الجهة إلى الاعتماد على الحطب في التدفئة وطهي الطعام على حد سواء هروبا من الأسعار المرتفعة لقوارير غاز البوتان التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعديد من السكان خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط، ناهيك عن ضعف التموين بمياه الشرب، الأمر الذي يحتم عليهم جلب مياه الآبار رغم مختلف المخاطر الصحية الناجمة عن ذلك هذا بالنسبة للعائلات الفقيرة، أما الأخرى فتعتمد على شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في فصل الصيف في ظل أهميتها أين تباع بـ 3900 دج للصهريج الواحد الذي يكفي فقط لسد احتياجاتهم له ليومين فقط.
هذا، كما تشهد طرقات القرية وهو ما لاحظناه ونحن نتجول بالمنطقة أين صادفنا ذلك اليوم سقوط أمطار غزيرة، اهتراء كبيرا، حيث أكد لنا السكان في هذا السياق أنها لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات ما زاد من سوء حالتها، حيث تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين وحتى أصحاب السيارات الذين يتجنبون دخول القرية خوفا من تعرضها لأعطاب فتجبرهم على إصلاحها، وبالتالي مصاريف إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا، فإن الطرقات تتحول إلى غبار متطاير يعرض السكان خاصة منهم ذوي الحساسية والربو لأمراض.
على صعيد آخر، تبقى الأمية تلقي بظلالها وسط أبناء القرية، فباستثناء المؤسسات ذات الصلة بالتعليم الابتدائي، يبقى أبناء المنطقة في حاجة ماسة إلى إنجاز متوسطة لاحتضان طلبة الطور المتوسط، رغم اعتماد السلطات المعنية على مبدأ الحلول الظرفية بتوفير النقل المدرسي الذي يعرف اضطرابا، ما يعطل العديد من التلاميذ عن الوصول إلى أقسامهم في الوقت المحدد.
مطالب سكان قرية “بن تافات” بشعبة العامر جنوب شرق بومرداس تمثلت في ضرورة تدخل الجهات الوصية خصوصا المصالح الولائية من أجل برمجة مشاريع تنموية لتثبيت السكان، وبالتالي تحسين حياتهم المعيشية.
أيمن. ف