بومرداس… سكان أعفير يطالبون السلطات بنهضة تنموية

بومرداس… سكان أعفير يطالبون السلطات بنهضة تنموية

تعرف قرى بلدية أعفير شرق بومرداس نقائص بالجملة أثرت على حياتهم اليومية وعكرت صفو معيشتهم، فهم يطالبون السلطات المعنية بمن فيها والي الولاية بزيارة بلديتهم من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها النهوض بهذه البلدية لفك العزلة عن سكانها الذين يشكون مشاكل نغصت معيشتهم.

خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها “الموعد اليومي” إلى بلدية أعفير شرق بومرداس، وقفت على جملة من المشاكل التي أرقت سكان قرى هذه البلدية، الذين يأملون في إيجاد حلول جدية من طرف المجلس البلدي، على غرار الغاز الطبيعي الذي يعد من أهم المطالب التي رفعوها في العديد من المرات، إضافة إلى غياب الأسواق الجوارية وكذا اكتظاظ المدارس ونقص المرافق الخدماتية، مؤكدين أنهم ينتظرون من السلطات المعنية نهضة تنموية لفك الغبن عن يومياتهم.

 

 

سكان قرية “طومجاج” ينتظرون الغاز الطبيعي

ما يزال سكان قرية “طومجاج” بأعفير شرق بومرداس ينتظرون تزويد سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي الذي يعد بالنسبة لهم حلما راودهم منذ سنوات خاصة في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهونها من خلال الجري اليومي وراء قارورات البوتان، التي إضافة إلى ندرتها، فهي تعرف في الأيام الباردة الممطرة ارتفاعا في الثمن في ظل المضاربة التي يقوم بها التجار، حيث يرتفع سعرها إلى 450 دج، ما أثقل كاهلهم خاصة بالنسبة للعائلات الفقيرة وضعيفة الدخل.

وفي حديث مع بعض قاطني قرية “طومجاج” أكدوا لنا أنهم راسلوا المسؤولين في عدة مرات من أجل ربطهم بهذه الطاقة التي تعد ضرورية في يومياتهم، غير أنه لا حياة لمن تنادي بدليل بقاءهم يجرون وراء قارورات البوتان التي أنهكت جيوبهم خاصة في عز فصل الشتاء..

وفي هذا الصدد، يطالب سكان قرية “طومجاج” بأعفير شرق بومرداس السلطات المعنية بالتعجيل في ربط بيوتهم بغاز المدينة، بغية رفع الغبن عنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية خاصة في فصل الشتاء.

 

 

طرقات قرية “عبادة” في وضعية كارثية

ونحن نتجول ببلدية اعفير شرق بومرداس قال لنا أحد القاطنين إن هناك قرية تابعة لبلديتهم يعاني سكانها من تدهور الطرقات، ما أدى بنا إلى الانتقال إليها، وهي قرية “عبادة”، ونحن نتجول في أرجائها لاحظنا تلك الطرقات الكارثية، أين وجدنا صعوبة في السير عليها نظرا لاهترائها بالكامل في ظل عدم صيانتها منذ سنوات.

وقد قال أحد قاطني هذه القرية إن مشكل تدهور الطرقات أضحى يؤرق القاطنين كثيرا بالنظر لكثرة الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية ممزوجة بالأوحال كل مرة تتساقط فيها الأمطار، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تعرف أي تهيئة منذ سنوات، وما أثار استغراب السكان هو صمت السلطات المعنية تجاه الأمر بالرغم من عديد الشكاوى التي قاموا بها إلا أنها لم تكلف نفسها عناء تهيئة طرقات القرية، الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى رفع مطالبهم مجددا للسلطات من أجل صيانة الطرقات للحد من معاناتهم اليومية سواء في فصل الشتاء أو الصيف.

 

انعدام الإنارة أوقع سكان قرية “الحصار” في مواجهة المجرمين

من جهتهم، سكان قرية “الحصار” المتواجدة بذات البلدية يشتكون من غياب الإنارة العمومية بالقرية، ما أنعش السرقة والاعتداءات على الأشخاص والأملاك، الأمر الذي أدخلهم في ظلام لا مخرج له في ظل صمت المسؤولين تجاه هذه المشكلة التي أرقت يوميات السكان، مؤكدين في هذا السياق أن غياب الإنارة العمومية بقريتهم جعلهم يستعملون هواتفهم النقالة لإضاءة الطريق وتفادي الوقوع في الحفر وقطاع الطرق الذين يعرفون انتشارا كبيرا في ظل اغتنامهم الفرصة، الأمر الذي حرم السكان من نعمة الراحة والسكينة في قريتهم، ما يتطلب تدخلا عاجلا للمسؤول الأول عن البلدية من أجل إنارة القرية حتى تنهي مشكلتهم التي عمّرت طويلا.

 

انتشار النفايات يشوه المنظر الجمالي للبلدية

ما تزال العديد من قرى بلدية أعفير شرق بومرداس على غرار قرية “بومعطي” تغرق في القمامة، الأمر الذي شوه المنظر الجمالي لهذه البلدية الساحلية، إذ اشتكى لنا سكان القرية من تردي الوضع البيئي الذي بات هاجسهم اليومي، وما زاد الأمر تأزما هو انتشار الروائح الكريهة المنبعثة منها خاصة في فصل الصيف ليصبح المكان لا يطاق ومسببا للإزعاج والاشمئزاز في نفوس القاطنين وزوار هذه القرية والبلدية ككل، إذ تنتشر به القاذورات والنفايات بشكل رهيب، مشكلة بذلك أكواما من الأوساخ المترامية على طول الطريق وأمام مدخل ذات القرية، مؤكدين أن عمال النظافة لا يزورون القرية كثيرا، فيما شدد السكان على أن بعض القاطنين بالقرية يغيب لديهم الحس الحضاري والمدني كونهم لا يحترمون حتى أوقات مرور الشاحنات المكلفة برفع النفايات، وهو ما يفاقم من انتشار النفايات التي تبقى على الطرقات، الأمر الذي يضع صحتهم وصحة أطفالهم في خطر خاصة في فصل الصيف الذي تعرف فيه درجات الحرارة ارتفاعا، وهو ما قد يعرضهم لأمراض خطيرة.

 

إنجاز سوق جوارية مطلب ضروري

أكد سكان بلدية أعفير شرق بومرداس أنهم لا يزالون ينتظرون تدخل المسؤول الأول عن البلدية من أجل إنجاز سوق جوارية منظمة لتلبية حاجاتهم اليومية كونها ستجنبهم عناء التنقل إلى البلديات المجاورة، مؤكدين في ذات السياق أنهم رفعوا مطلبهم إلى المصالح المختصة في العديد من المرات، غير أن الأخيرة اكتفت بالوعود التي ظلت حبرا على ورق، لاسيما أن البلدية تعرف غيابا تاما للأسواق الجوارية، الأمر الذي يضطر بالسكان إلى التنقل حتى إلى البلديات المجاورة كبغلية ودلس لقضاء حاجياتهم اليومية، مؤكدين أنهم سئموا من التدافع اليومي في وسائل النقل محملين بأكياس الخضر والفواكه بسبب بُعد الأسواق، وهو يعد بالنسبة لهم إرهاقا ومشقة إضافية هم في غنى عنها.

 

محطة النقل في وضعية كارثية… والمسافرون متذمرون

خلال جولة “الموعد اليومي” إلى بلدية اعفير شرق بومرداس، وقفت على حجم المعاناة التي يتكبدها مرتادو محطة النقل بالبلدية في ظل تواجدها في وضعية كارثية، حيث أنها تبقى بعيدة كل البعد عن المواصفات التي ترقى بها لتقديم خدمة عمومية تليق بمرتاديها، نظرا لاهتراء أرضيتها التي تتخللها الحفر الممتلئة بالمياه جراء سقوط الأمطار، بالإضافة إلى انعدام النظافة وقدم واهتراء بعض وسائل النقل، ما يشكل خطرا على مستعمليها، وهو ما تذمر له المسافرون الذين ينتظرون التفاتة جدية و سريعة من قبل المسؤولين وفي مقدمتهم مديرية النقل لولاية بومرداس من أجل تغيير واقع النقل بالبلدية.

 

 

انتشار كبير للبيوت القصديرية… والقاطنون في حالة ترقب

بلدية أعفير كغيرها من البلديات بولاية بومرداس تعرف انتشارا كبيرا للبيوت القصديرية التي تنمو كالفطريات، حيث يعاني قاطنو هذه الأحياء أوضاعا لا يمكن وصفها إلا بالكارثية، في ظل اهترائها وتصدع جدرانها ما جعلهم يعيشون الجحيم فيها على غرار تعرض العديد من القاطنين لأمراض جلدية وتنفسية بسبب الرطوبة المرتفعة لعدم اتساع الغرف، بالإضافة إلى الجدران الهشة، وهو الأمر الذي يجعل السكان يعيشون في خوف دائم، فهم لا يزالون يترقبون الجديد وهو ترحيلهم الى سكنات لائقة في إطار القضاء على هذه البيوت الهشة التي شوهت المنظر الجمالي لهذه البلدية خاصة في السنتين الأخيرتين، أين عرفت انتشارا كبيرا.

 

قاعات العلاج بحاجة إلى تجهيزات تليق بالمرضى

ويلح سكان البلدية على توفير قاعات علاج بتجهيزات تليق بالمريض، إذ اشتكى السكان من الخدمات المقدمة من طرف المراكز الصحية الجوارية المتواجدة بالبلدية والتي وصفوها بالمتدنية، والتي باتت لا تلبي حاجة المرضى بسبب افتقارها للتجهيزات الطبية، ما يضطر معظم السكان للتنقل إلى العيادات المجاورة لتلقي العلاج، بعد أن أضحت الأخيرة غير قادرة على استيعاب جميع المرضى، مطالبين المسؤولين بضرورة توفير هذه المرافق الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها نظرا لحاجتهم الماسة لها في ظل النقص المسجل، مما يضطر المرضى إلى التنقل للبلديات المجاورة، وهو ما يزيد من معاناتهم.

وعليه يناشد السكان السلطات المحلية وكذا مديرية الصحة بأن تتدخل في القريب العاجل بغية تزويد قرى بلدية أعفير بهذه المرافق الصحية التي تضمن لهم حقهم الطبيعي في العلاج..

 

المرافق الترفيهية والرياضية شبه غائبة

وفي سياق آخر، أعرب شباب بلدية اعفير شرق بومرداس عن تذمرهم الشديد من غياب أدنى المرافق الرياضية والترفيهية على غرار قاعات رياضية وملاعب جوارية ودور للشباب، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، وهو الأمر الذي جعل الشباب يلجؤون في ظل غياب مثل هذه المرافق للسقوط في منحدر الآفات الاجتماعية الخطيرة كالسرقة وشرب الخمر هروبا من التهميش الذي يلاحقهم منذ سنوات في ظل صمت المسؤولين تجاه هذه الوضعية.

وما زاد من معاناتهم تكبدهم عناء التنقل للبلديات المجاورة قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية، التي غالبا ما يتخلون عنها، حيث يلجؤون إلى ممارسة نشاطات تكون عواقبها كبيرة وذلك هروبا من الفراغ القاتل.

هذا إلى جانب غياب مساحات خضراء ما جعل الأطفال يتخذون من الطرقات مكانا لهم للعب، وهو ما يعرضهم لحوادث مرور قد تكون خطيرة عليهم وعلى حياتهم، لذلك يناشد هؤلاء السلطات المعنية ضرورة إنجاز فضاء للعب الأطفال من شأنه الحد من الخطر الذي يتربص بأبنائهم والمتمثل في حوادث المرور خاصة وأنهم لم يجدوا مكانا للعب سوى الشارع، الذي أصبح ملاذا لهم في ظل غياب ملاعب خاصة أو مرافق رياضية يلجؤون إليها بل المخاطرة باللعب في أماكن غير مخصصة لذلك، وهو ما دفع بالأولياء إلى تجديد مطالبهم للسلطات المحلية بضرورة النظر في جملة النقائص التي تعرفها البلدية، مع تسطير برنامج تنموي من شأنه أن يحد من معاناة سكان هذه البلدية.

روبورتاج: أيمن. ف