أصدر الباحث الجزائري بومدين بلكبير، حديثا، كتابه ”الاقتصاد الثقافي والإبداعي في الجزائر، رؤى واتجاهات مستقبلية“ الذي يؤطر آليات عمل الإنتاج الإبداعي ويقدم توصيات مستقبلية مهمة لتطوير القطاع.
والاقتصاد الإبداعي، مصطلح حديث نسبيا، ظهر إلى العلن وانتشر عندما استخدمه الكاتب البريطاني جون هوكنز، مطلع القرن الحالي، لتطبيقه على 15 نشاطا صناعيا؛ منها الفنون ومجالات العلم والتقنية.
وقال بلكبير إن ”الكتاب هو الأول من نوعه تقريبا في الجزائر الذي تناول موضوع الاقتصاد الثقافي والإبداعي، وآمل أن يسهم في إثراء الساحة الثقافية نظرا لافتقار المكتبة الجزائرية لمؤلفات تستمد أهميتها من قيمتها المعرفية وضرورتها الاقتصادية”.
وأضاف: “يمكن القول إن نشر الكتاب جاء في وقته المناسب، لضرورة دمج الثقافة في الاقتصاد، وتنويع مصادر القيمة والدخل في الجزائر“. وتابع: “من جهة أخرى، تزامن نشر الكتاب مع قرار فتح تخصص جديد في شهادة الثانوية الفنية، فضلا عن كون الكتاب موجها لجميع المثقفين والمبدعين والفنانين التشكيليين والممثلين والموسيقيين، والموظفين الإداريين في قطاع الثقافة والفنون، والمشتغلين في قطاع الحرف والصناعات الثقافية والسياحية، وجميع المهتمين بالحقل الثقافي”.
ويأمل الباحث أن يصبح الكتاب مرجعا أكاديميا في كليات علوم الاقتصاد والتجارة والعلوم الإدارية، وكليات الفنون الجميلة، والفنون المسرحية والدرامية.
ويدمج الكتاب بين الجانب الاقتصادي والهاجس الثقافي الذي يعكس شخصية الدكتور الجامعي بومدين بلكبير، بناء على تخصصه الأكاديمي في علوم الإدارة والثقافة التنظيمية وإدارة التغيير والابتكار، فضلا عن كونه روائيا ومهتما بالشأن الثقافي في العالم العربي.
ويتناول بلكبير في كتابه موضوعا حديثا في المجال الاقتصادي؛ ”الاقتصاد الثقافي“ المعني باقتصاديات الأعمال الفنية وتوزيعها واستهلاكها.
ويقول الباحث في كتابه: “يمكننا الحديث عن مشروعات شراكة حقيقية بين الهيئات الثقافية العمومية التابعة لوزارة الثقافة ومؤسسات ناشئة خاصة تنشط في قطاع الثقافة والفنون”.
ويضيف: “من المهم فتح المجال أمام القطاع الخاص والأفراد الطبيعيين؛ مثقفين وكتابا وفنانين حرفيين وتشكيليين وسينمائيين وجمعيات وتعاونيات ثقافية.. لإنشاء مؤسسات مصغرة وصغيرة ومتوسطة، للاستثمار في مشاريع القطاع الثقافي بصفة مباشرة، أو الاتجاه نحو الاستثمار في الخدمات المرتبطة به”.
ويوصي الباحث في كتابه بتعاون جميع القطاعات لاستحداث ”سوق خاص بالصناعات الثقافية والإبداعية“ مع تنظيمه على أساس اللامركزية في تنفيذ العمليات في جميع مناطق البلد وخارجها، ليحقق السوق نتائج متقدمة.
ب/ص

