قال الأديب عبد الرزاق بوكبة: “إن علاقتي باللغة تشمل مرحلتين، ففي السابق كانت علاقتي باللغة تقوم على اليقين والعشق والتصديق، فصرت خاضعا لها، وكنت حينها أكتب حالتي الخاصة حسب ما تمليه هي علي، أما لحظة المعاناة التي عشتها في بدايات دخولي الجزائر العاصمة، فقد غيرت علاقتي باللغة وجعلتها قائمة على الصراع والتحدي والرفض والثورة والرغبة في فرض الذات على حساب بلاغة ونحوٍ موروثين، فلا يمكنني أن أعبر
عن معاناتي وعريي وتشردي وخوفي وجوعي، ببلاغة سيبويه”.
وعن اهتمامه بتطوير أسلوب الكتابة في أعماله الأدبية، قال الكاتب عبد الرزاق: “الكل يهتم بتغيير أغراضه وممتلكاته من هاتف نقال وسيارة ومسكن وملبس، بغية إيجاد خصائص أكثر متعة وأكثر عصرية وتحقيقا لمتعته أكبر بوتيرة أسرع، ويحق لي أنا أيضا أن أتصرف في نصي بنفس المنطق، فأعدل وأغير، بحثا عن أشكال كتابية مختلفة، دون الاهتمام بعدد من سيتفاعلون معها، تلك ليست وظيفتي”، مضيفا “أنا لا أكتب من أجل الشهرة والنجومية، أو بحثا عن جائزة أو منصب، وهذا ما يتيح لي الكتابة بحرية مطلقة، فأكتب ما أشاء كما أشاء، وإن بقيت المؤسسات التربوية والثقافية على مستوى الوطن العربي متعلقة بالماضي، ترفض التجديد، فهل أنا من سيتحمل مسؤوليتها؟”.
وفيما يخص الأجناس الأدبية التي يميل إليها الكاتب، قال بوكبة: “أنا لا أستقر على جنس ما، فتارة أكون مبرمجا، من حيث مزاجي وحاجتي الوجودية للكتابة، على ومضة شعرية، وتارة على قصة قصيرة وأحيانا أميل إلى رواية أعرف كيف أبدؤها، لكنني لا أعرف أين ستكون نهايتها، هكذا أنا، قد أستقر يوما على جنس معين، لكنني حاليا مستمتع بهذا التعدد الذي تعلمته من تجاربَ عديدة خضتها في حياتي، وأذكر بستان جدتي التي كانت تتعجب من جارتها التي تكتفي بغرس البصل فقط”.
وأكد ذات الكاتب قائلا بخصوص تعلم الكاتب من التجارب والخوض في المغامرات والصعاب ومواصلة الطريق وتحدي الشدائد مهما كانت حدتها، قائلا:”لقد علمتني خيل جدي أنها لا تحني صهوتها للجبان، ولقد تعلمت منذ طفولتي أن أهتم بالخطوة وليس بطبيعة الطريق، فأنا سأفقد حينها مصداقيتي بصفتي كاتبا، إذا أرغمتني صعوبة الطريق يوما ما على أن أتراجع عن خيار السير فيه، فالإيمان بالخطوة شرط من شروط الوصول. وإن كان هذا الكلام كلام واعظ لا ينسجم مع خياراتي الإبداعية أبدا”.
وعن مدى رضاه عما نالته أعماله الأدبية من النقد الأدبي من نصيب أو إن كان كاتبا أنصفه النقد والنقاد، قال بوكبة:”أنا مستمتع أكثر بالكتابة عن تجارب غيري من الأدباء الرائعين، فذلك بالنسبة لي أفضل من أن أستمتع بقراءة ما يكتبه الآخرون عن أعمالي”.