حذّرت البروفيسور حليمة بوغلوط، مديرة معهد التغذية والتغذي ومختصة في العلوم الغذائية، من العادات الغذائية غير المتوازنة خلال فترة عيد الأضحى، خاصة الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، مؤكدة أن ذلك يُؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي وأجهزة حيوية أخرى مثل الكبد، الأمعاء والشرايين.
وفي حوار خاص لإذاعة قسنطينة، أوضحت البروفيسور بوغلوط، أن الجهاز الهضمي “يعتاد نمطًا غذائيًا متنوعًا”، وأن التغيير المفاجئ بالاعتماد على كميات كبيرة من اللحوم يؤدي إلى خلل في عملية الهضم وزيادة درجة حموضة الدم، وهو ما قد يُعرض الإنسان لمشاكل صحية على المدى القصير والطويل. وشدّدت الخبيرة على ضرورة الموازنة الغذائية خلال العيد، من خلال إرفاق اللحوم بالخضروات التي تساعد على تحقيق توازن حموضة الدم، مشيرة إلى أهمية أن تحتوي الوجبات على جميع العناصر الأساسية: البروتينات، الغلوسيدات، والألياف. كما دعت إلى تجنب إرهاق الجسم بتناول كميات مفرطة من اللحوم. وتطرّقت البروفيسور بوغلوط إلى أهمية الطريقة الصحيحة لحفظ اللحوم بعد الذبح، محذّرة من خطأ شائع يتمثل في وضع اللحم مباشرة في الثلاجة، موضحة أن “اللحم يحتاج إلى فترة راحة أو جفاف لا تقل عن ست ساعات بعد الذبح، وذلك في مكان معتدل الحرارة، جيد التهوية، وبعيد عن الشمس”. وقالت إن هذه المرحلة تسمح بحدوث العمليات البيوكيميائية والإنزيمية اللازمة لتحول العضلة إلى لحم صالح للأكل، مما يُحسن من النكهة والليونة. بعدها، يُقسم اللحم بطريقة منظمة، ويوضع الجزء المخصص للاستهلاك الفوري في الثلاجة عند درجة حرارة أقل من 4 درجات مئوية، أما باقي الكميات فتُجمد بكميات صغيرة. من أبرز ما شددت عليه بوغلوط هو منع إذابة اللحم المجمد ثم إعادة تجميده، مؤكدة أن هذه العملية تُشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا وقد تُعرض المستهلك لمخاطر صحية جسيمة. وأضافت أن اللحم يمكن حفظه في المجمد لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بشرط احترام شروط النظافة وسلامة التخزين. كما ذكّرت، بأهمية النظافة خلال تقطيع اللحم، داعية إلى الفصل بين أدوات تقطيع اللحم النيئ وتلك التي تُستخدم في اللحم المطهو، وأكدت أن الأدوات المخصصة لتفريغ الأحشاء لا يجب استعمالها في تقطيع اللحم بسبب احتمال تلوثها بالبكتيريا.
سامي سعد
