-
روح ثورة نوفمبر المجيدة ومآثر مظاهرات ديسمبر يجب أن تظل مصدر إلهام دائم
قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أن أعظم تكريم يمكن منحه للشهداء في ظل المـتغيرات العالمية المتسارعة هو حمل مبادئهم ونقلها للأجيال، وجعلها منارة يهتدون بها.
أكد إبراهيم بوغالي، بأن المظاهرات الشعبية التي عرفتها العديد من المدن الجزائرية يوم 11 ديسمبر 1960 أكدت تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنده وراء قيادته، كما أنها شكلت حلقة مضيئة في سلسلة الإنجازات التي حققتها الثورة التحريرية في مساراتها. وأشار السيد بوغالي، في كلمة له، بمناسبة افتتاحه فعاليات إحياء الذكرى 64 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، إلى أن هذه المظاهرات كانت مظهرا إضافيا من مظاهر تعطش الشعب الجزائري للحرية والاستقلال، كما كشفت حقيقة جرائم الاستعمار الفرنسي أمام الرأي العالمي، وأثبتت للعالم بأسره أن الثورة الجزائرية ثورة شعب لا يقبل المساومات. واعتبر رئيس المجلس بأن تلك المحطات لا تزال تُمثّل للأجيال مبعث فخر واعتزاز، ومنبع إشعاع يُنير دربها وتستلهم منها الدروس والعبر لمواجهة التحديات، كما أنها أسهمت في تدويل القضية الجزائرية وفي ترسيخ مبدأ حق الشعوب المستعمَرة في تقرير مصيرها واستقلالها، متوجة ذلك بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة لائحتها التاريخية رقم 1514 التي نصت على منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستَعْمرة. وعبَر رئيس المجلس عن الشرف الكبير الذي يشكله الوقوف لاستذكار هذه المحطة البارزة واستعادة ذكرى لحظة تاريخية رسم فيها الشعب الجزائري ملامح الإصرار والعزيمة، ووضع بصمته الخالدة في مسيرة الثورة التحريرية المباركة، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات شكلت منعرجا حاسما في تاريخها، حيث أكدت للعالم أجمع وحدة الشعب الجزائري وتمسكه بقضيته العادلة، وأظهرت إرادته الراسخة في انتزاع استقلاله مهما كانت التضحيات، وأضاف السيد الرئيس، بأنها مناسبة سانحة لتجديد العزم والعهد للشهداء الأبرار بالبقاء أوفياء للمبادئ التي استشهدوا من أجلها، والعمل على مواصلة بناء الجزائر القوية، الوفية لمواقفها نصرة لكل القضايا العادلة في العالم، ولحق الشعوب في التحرر والانعتاق من ربقة المستعمرين، والعيش بكرامة في ظلال عالم يسوده الحق والعدل والسلام واحترام الخصوصيات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. في سياق آخر، أشار السيد بوغالي إلى الدور البارز الذي لعبه الأطفال خلال الثورة التحريرية وحضورهم القوي في هذه المظاهرات مستشهدا بالصور التي تبقى شاهدة على معاناة هذه الفئة وتفنن المستعمر المتوحش في استباحة براءتها بالتعذيب والتقتيل والترهيب واغتيال أحلامها، وذكَر رئيس المجلس بمصادقة الجزائر على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى اتفاقية حقوق الطفل التي كرست ضمن قوانينها حماية حقوقه، وهو التزام بتنفيذ المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان بهدف إقامة دولة الحق والعدل والقانون وهو ما تكرس في دستور 2020، وتضمنه برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وتكيفت معه القوانين والتشريعات. وأضاف رئيس المجلس، بأن هذه الذكرى تتزامن مع اليوم العالمي للأطفال الذين يرحلون مبكرا جدا، داعيا البرلمانيين عبر العالم لتعزيز الإجراءات التي تُعْـنَي بصحة الطفل ورفاهية الشباب، وتشكيل جبهة موحدة للوقاية من الحروب وإدانة الانتهاكات المقترفة ضد هذه الفئة في كل بؤر التوتر والنزاع لا سيما في فلسطين. كما شدد السيد بوغالي، على أن أعظم تكريم يمكن منحه للشهداء في ظل المـتغيرات العالمية المتسارعة هو حمل مبادئهم ونقلها للأجيال، وجعلها منارة يهتدون بها، وتعزيز في نفوس الشباب قيم التضحية والتضامن، والعمل الواعي المشترك، وتعليمهم أن الحرية لم تكن يوما هبة مجانية، بل هي ثمرة نضال مرير وتضحيات جسام، مؤكدا على أن روح ثورة نوفمبر المجيدة ومآثر مظاهرات ديسمبر يجب أن تظل مصدر إلهام دائم، يدفع أجيالنا إلى العمل على تحقيق النهضة الشاملة التي تليق بعظمة الجزائر وشعبها. واختتم رئيس المجلس كلمته بالتأكيد على ضرورة أن نستلهم من تضحيات الشهداء الأطهار طاقة جديدة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وأن نجدد العهد أن تظل الجزائر وطنا للحرية والكرامة، يتسع لكل أبنائه الذين يعملون متكاتفين من أجل رفع رايته عاليا بين الأمم، فالجزائر اليوم قوية بأبنائها، متشبعة بقيم ثورتها، متطلعة إلى مستقبلها الزاهر بفضل وعي شعبها المتراص في لحمته الوطنية، المتماسك بجبهته الداخلية، المتعاون بكل مكوناته، القوي بجيشه الباسل وبمختلف مؤسساته في ظل قيادة مـتبـصرة للسيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية.
أ.ر
