رافع رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل بالمجلس الشعبي الوطني، فاتح بوطبيق لصالح مناقشة وإقرار قانون نموذجي إفريقي يتعلق باليد العاملة والهجرة، باعتباره من أهم القوانين المرتبطة بكرامة الإنسان ومستقبل الشباب الإفريقي.
أكد فاتح بوطبيق، خلال مداخلته بمديرند، بجنوب إفريقيا، ضرورة مناقشة وإقرار قانون نموذجي إفريقي يتعلق باليد العاملة والهجرة، باعتباره من أهم القوانين المرتبطة بكرامة الإنسان ومستقبل الشباب الإفريقي. وأشار بوطبيق، خلال مشاركته في أشغال الدورة العادية الثالثة للبرلمان الإفريقي والاجتماعات ذات الصلة، إلى أن إفريقيا تعيش اليوم تحديات مركّبة تتصل بحركية البشر، وبمستقبل الشباب الباحث عن الكرامة وفرصة العمل، داعيًا إلى مقاربة شاملة تنموية، أمنية، واقتصادية في معالجة ظاهرة الهجرة، بدل الاكتفاء بالمقاربة الأمنية فقط. وأسهب بوطبيق في إبراز قدرة القانون المقترح على الإسهام في ضمان حرية تنقل اليد العاملة بين الدول الإفريقية والمساهمة في التكامل الاقتصادي وبناء سوق عمل إفريقية موحدة، مع حماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم، وتوفير الكرامة الاجتماعية والمهنية لهم، وتعزيز تبادل الخبرات وإعداد كفاءات إفريقية تخدم أهداف التنمية المستدامة. وفي ذات السياق، شدد عضو البرلمان الإفريقي على أن هذا القانون يجب أن يُجسّد روح اتفاقية حرية تنقل الأشخاص والحق في الإقامة والاستقرار التي أقرّها الاتحاد الإفريقي، مع ضرورة توحيد التشريعات الوطنية بما يتوافق مع الاتفاقيات الإفريقية، مؤكدًا أن الهدف هو تحرير طاقات الشباب الإفريقي واستثمارها داخل القارة بدل أن تضيع في الهجرة غير الشرعية أو “قوارب الموت”.وبالمناسبة، أشاد فاتح بوطبيق بـتجربة الجزائر التي جعلت الإنسان محور سياساتها التنموية، مؤكدًا أن الجزائر تؤمن بأن التنمية الإفريقية لا تتحقق إلا بتكامل الجهود وتضامن الشعوب، ولذلك فلطالما دافعت عن مقاربة إفريقية موحدة تقوم على العدالة الاجتماعية وكرامة العمل واحترام حقوق المهاجرين. وختم بوطبيق مداخلته، بالتأكيد على أن هذا القانون يجب أن يكون أداة لتحرير سوق العمل الإفريقية وليس حاجزًا بين الدول، موضحا أن إفريقيا مطالبة بأن تعبّر بصوت واحد ينظم سوق العمل بعقلانية واستقلالية، لا بإملاءات القوى الخارجية، مجددًا إيمانه بأن “إفريقيا للأفارقة”، وأن القارة السمراء تملك كل المقومات لتأخذ مكانتها بفضل شبابها، وطاقاتها، ومهاجريها أيضا.