بوريطة يعبر عن أزمة الرباط في عقدة نسجتها وعجزت عن فكها…”المخـــزن” ينفـــخ في الرمـــــــاد

elmaouid

الجزائر- أطل وزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة، الإثنين، عبر صحيفة “جون افريك” لينفخ في رماد العلاقات الجزائرية المغربية ليقطع “سكينة” الخطابات البروتوكولية التي ظلت الرابط بين الجزائر والرباط، بتصريحات لا تخرج عن سياق المناورات الدبلوماسية المغربية التي لا تفارقها مظاهر “التهريج”.

يخرج وزير الخارجية المغربي  بما مفاده أن “العلاقات بين بلاده والجزائر دخلت نفقا مسدودا على جميع المستويات”، وتتبعه الآلة الدعائية المخزنية بـ”التهليل” للتصريح العظيم الذي صدر على لسان وزير خارجيتهم وكأن بوريطة قد كشف عن “وحي” جديد لم نسمع عنه ولم نره من قبل، حتى يكون الواقع الذي نراه في كفة وما نطق به في كفة.

اعتاد وزراء خارجية المغرب و “خيرة” دبلوماسييهم أن يشتكوا “حنين” الجوار ويلعنوا “القطيعة” بما جاد وطاب من كلمات الاستعطاف المحلية والدولية لكنهم لم يجرؤوا ولو لمرة طرح “الأسباب الحقيقية” لهذه القطيعة والأسباب الأكثر قوة من التي أعلنوها في رغبتهم خاصة في فتح الحدود،  ومنها عبر عن الإغلاق المتواصل، أن علاقات بلاده مع الجزائر لا تعرف أي تطور وأنه لم تكن هناك أي زيارة ثنائية بين الجزائر والمغرب منذ أكثر من سبع سنوات  ..التنسيق، دخل في طريق مسدود على جميع المستويات، اجتماعات اتحاد المغرب العربى لا تنعقد، والمغرب العربى يبقى المنطقة الأقل اندماجا في القارة… ووووو” من المعطيات التي يعرفها العام و الخاص وليست وليدة اليوم،  وطبعا كل هذا بلسان الديبلوماسية، أما بكشف الاوراق فالخناق المفروض على طموحات المغرب في ميناء طنجة بعد إغلاق الحدود لا يدع للمخزن “رؤية التفكير” و ضبط النفس مادام مصيره “التمليح” ، مثلما يقال بالعامية في الجزائر، و بالتالي فتصريحات بوريطة لا تعدو تعبيرا عن “قرحة” أوقع المخزن نفسه فيها في أزمة الرباط مع الجزائر التي استعجلت في نسج عقدتها وعجزت عن فك أهون خيوطها.

ومع ذلك، يطرح المتتبعون، ككل مرة “تتطكك” فيه الديبلوماسية المغربية صوب الجزائر ، تساؤلات حول الدوافع الآنية واختيار “توقيت التصعيد” لاسيما وأن هذا الأخير انطلق من “رماد” ظل هادئا لأشهر طويلة.

و يذكر أن تصريحات بوريطة تأتي بعد أيام من برقية تهنئة بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المغرب بذكرى عيد ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، والتي أكد فيها على مواصلة العمل المشترك لتقوية وتوطيد أواصر الأخوة والصداقة والاحترام المتبادل التي تجمع البلدين، وقبلها ملك المغرب بعث ببرقية تهنئة الى الرئيس بوتفيلقة بمناسبة عيد الاستقلال 5 جويلية..