الجزائر- أكد سفير روسيا لدى الجزائر إيغور بيليايف، أن الاتصالات السياسية بين الجزائر وموسكو تجري بوتيرة متزايدة منذ الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف في أكتوبر 2017.
وأوضح بيليايف في مقابلة بثها موقع “ألجيري باتريوتيك” الجزائري الناطق باللغة الفرنسية، أن “العلاقات الجزائرية الروسية وطيدة وأن الحوار السياسي يتطور باستمرار”، مذكرا بالاتفاقيات وبرتوكولات التفاهم التي تم توقيعها على هامش زيارة ميدفيديف الأخيرة إلى الجزائر في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمار.
وبخصوص زيارة مرتقبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الجزائر، أشار السفير إلى أنه إذا تم توجيه دعوة للرئيس بوتين من طرف نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، فستلقى كل الترحاب وستتم دراستها بكل عناية.
وكشف السفير، إيغور بيليايف، عن التحضير لافتتاح مركز ثقافي روسي في الجزائر خلال السنة الجارية، مشيرا إلى جهود حثيثة لإنجاح المشروع.
ونفى المتحدث وجود نية لفتح قنصليات جديدة لروسيا في الجزائر نظرا لأنها تتطلب إجراءات أكثر تعقيدا.
وبخصوص الملف الليبي، قال السفير ذاته، إن موسكو والجزائر على اتصال دائم مع جميع الأطراف السياسية في ليبيا للتوصل إلى حل سياسي ونبذ لغة السلاح والقوة، مؤكدا أن أي توافق ليبي، على تعديل بعض بنود اتفاق الصخيرات محفز لعملية السلام.
وأوضح بيليايف أن “الوضع في ليبيا يقلقنا كثيرا”، مضيفا “نأمل عودة الاستقرار إلى هذا البلد الذي تجمعنا به علاقات تاريخية وتقليدية”، معتبرا جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي “فشلت حتى الآن”، لكنه عبر عن اعتقاده أن “هناك فرصة بالنسبة لبلده للمساهمة بشكل فعال وإيجابي لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا”.
وأشار إلى مواقف متطابقة بين روسيا والجزائر بشأن أزمة ليبيا، خصوصا وأن كلا البلدين على اتصال مع جميع الأطراف الليبية وتشجعهم على الجلوس حول طاولة المفاوضات لبدء البحث عن حل توافقي ونبذ استخدام القوة والسلاح.
وأضاف الدبلوماسي الروسي “هناك أساس لهذه المفاوضات، وهو اتفاق الصخيرات، ونحن نتفهم رغبة أطراف الصراع في تعديله، وإذا وافقت جميع الجهات على تعديل بعض من بنوده للتوصل إلى حل توافقي، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى حفز عملية السلام”.
وجدد السفير تأكيد دعم روسيا، كما الجزائر، لجهود مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، مثمنا “دوره النشط في الجمع بين الأطراف الليبية وإقناعها بالعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي”، مضيفا ” إذا لم تكن هناك تدخلات خارجية وكانت وساطات ذات صدقية من طرف دول الجوار الأكيد سيكون هناك أمل لحل الأزمة في ليبيا”.
وعقب هزيمة تنظيم “داعش” في سوريا ودور بلده في طرد عناصره، قال سفير موسكو لدى الجزائر إن الأمر تحقق بفضل وجود الطيران الروسي والمساعدة الروسية للحكومة الشرعية في دمشق. لكن في نظر الدبلوماسي الروسي، فإن “الإرهاب لا يهزم بشكل نهائي”، مؤكدا معلومات حول محاولة هروب عناصر إرهابية إلى أفغانستان وليبيا وإلى بلدان الساحل الإفريقي، داعيا إلى “اتخاذ تدابير سياسية واقتصادية واجتماعية للقضاء على الإرهاب في جذوره”.
وعين إيغور بيليايف سفيرا مفوضا لدى روسيا في الجزائر جويلية الماضي، حيث زاد تعاون الجزائر وموسكو في عدة ملفات إقليمية وأمنية على رأسها الملف الليبي الذي شكل محور محادثات رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيدف، خلال زيارته الجزائر شهر أكتوبر 2017.