” بوتفليقة يحاول إعادة الأفلان إلى سكته الصحيحة “

elmaouid

 الجزائر- أكد النائب عن جبهة التحرير الوطني د/ محمد طيبي، أن تبرير عمار سعداني استقالته من أمانة الحزب العتيد بأسباب صحية لا أساس لها من الصحة،  موضحا أن الأسباب الحقيقية في استقالته مرتبطة  بمحاولة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة إعادة الحزب إلى سكته وإلى جميع مناضليه نتيجة التراكمات العديدة من المواقف  ” غير المرغوب فيها ”  .

وقال النائب عن الأفلان،  في اتصال هاتفي مع الموعد اليومي،  الأحد، إنه كان لا بد من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة -كونه الرئيس الشرفي للأفلان- اتخاذ إجراءات تعيد للحزب وحدته وحتى صورته التي يريدها المناضلون الذين انزعجوا كثيرا من خطابات سعداني منذ توليه منصب الأمانة العامة، مؤكدا على أن المستقيل من الأفلان كان يستعمل ” الغطرسة ”  السياسية من خلال عدم استشارة أحد عندما يتكلم في المسائل الجوهرية وأكثر من ذلك اتخذ من الحزب مطية للتدخل في شؤون الدولة، الرئاسة والعدالة.

وأضاف محدثنا في هذا السياق، أن  حزب جبهة التحرير منذ المؤتمر الاخير الذي تمخضت عنه انشقاقات وتوترات واكبت كل فترة قيادة سعداني، وصلت بالحزب إلى حالة انسداد برغم أن سعداني كان يُظهِر للملأ أن الحزب يتطور ويتوسع، مؤكدا أنه وانطلاقا من هذه الازمة الحقيقية داخل الحزب بدأت تظهر سلوكيات وخطب لا تتماشى مع منهج وعقيدة الأفلان خاصة فيما يخص الرموز والتاريخ وطبيعة الدولة الجزائرية،  هذا كله – يضيف طيبي – أدى إلى رفض كثير من المناضلين في جبهة التحرير للواقع الذي كان يعيشه الحزب.

وبشأن تعيين عضو المكتب السياسي جمال ولد عباس لتسيير شؤون الأفلان، قال محمد طيبي ”  المهم ليس في تعيين ولد عباس أو شخص آخر بل أن يجتمع أهل الجبهة وتتجمع قواهم لتعود ثقافة التوافق للحزب ” مشيرا أن  ”  الأيام القادمة ستكشف عمّا يمكن أن يحدث “،  مستطردا أن ”  ولد عباس اختير من باب أنه أكبر سناّ في حالة  استقالة الأمين العام ”  .

وفي رده على سؤال حول إمكانية تأثير استقالة سعداني على الحزب في التشريعيات القادمة، قال طيبي  ” بالعكس الأفلان سيستثمر في هذا التغيير ، الاجواء المشحونة التي خلقها سعداني في جبهة التحرير هي التي نفّرت الكثير من المناضلين من الأفلان، وبالتالي هذا التغيير الذي حدث سيعطي الكثير من الأمل للمناضلين وحتى للرأي العام الجزائري الذي يريد للجبهة أن تكون قوية حتى وإن لم  يكن منخرط فيها ، لان الكثير من الناس لم يتقبلوا ما صدر عن سعداني “

غير أن محدثنا أكد أن التغيير و حده لا يكفي، مشيرا  إلى أن الوجوه التي ستظهر يجب أن تكون مقنعة وذات كفاءة، وتمثل طيفا من الجيل السياسي الجزائري الجديد وتجعل جبهة التحرير حزبا وطنيا عصريا لا تحكمه العصابات.