الجزائر- اعترف رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، أن الوعاء الانتخابي في الجزائر لا يزال يحتاج إلى الكثير من المراجعات للوصول إلى أكثر شفافية.
وقال دربال، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط “نحن نعرف أن الدخول في هذا التطور والنظام الجديد لن يتم إلا بشكل متدرج لأننا نصطحب التراث معنا منذ استقلال الجزائر وهذا التراث يجب أن يتعدل ويتحسن باستمرار ولن يتحسن بجرة قلم هذا من الناحية القانونية .. أما من ناحية الممارسات والقناعات فالذين مارسوا العملية الانتخابية لمدة أربعين عاما لا يمكن أن تتغير قناعاتهم بجرة قلم أيضا، إذ لا بد لهم من تمرين مستمر”.
واعتبر الانتخابات التشريعية التي جرت ماي السابق تندرج ضمن هذا المنظور قائلا “لقد راجعنا الوعاء الانتخابي مراجعة جيدة وجادة ..مازال الوعاء الانتخابي لدينا في الجزائر يحتاج إلى كثير من المراجعات لأنه يرتكز على الحالة المدنية للشعب الجزائري، تلك الحالة التي كانت محط اعتداء استعماري وتصحيحها وتقويمها ومراجعتها يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل الذي سيفضي بالضرورة إلى وعاء انتخابي أكثر شفافية”.
وذكر رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال أن:” الجزائر كانت تنتهج نظاما سياسيا مركزيا كبقية دول العالم الثالث التي قاومت الاستعمار ولما خرجت منه اعتمدت في الستينات على النظام المركزي فكان كل شيء ممركزا ” قبل أن يضيف ” .. فلما دخلنا التعددية أصبح لها قواعدها وإجراءاتها وشروطها وكان لابد للتنافس الانتخابي التعددي أن يحفظ للمتنافسين حقهم في الحصول على الأصوات التي يأخذونها فكانت مراقبة الانتخابات شرطا أساسيا”.
وأردف متابعا :”للمـرة الأولى تتفاعل الإدارة مع مراقبي الانتخابات بشكل مباشر ..لا أستطيع أن أكتم الشهادة ..فكلما لاحظنا شيئا من الممكن أن يثير أي علامات استفهام تجاه العملية الانتخابية أبلغنا به الإدارة التي استمعت لنا وأوقفته فورا حتى أنها عدلت في النصوص التنظيمية للعملية الانتخابية ..هذه إيجابيات واعدة لتحسين المسار الانتخابي مستقبلا .. أستطيع القول إننا وضعنا خلال الانتخابات التشريعية في ماي السابق الخطوة الأولى نحو مسار انتخابي أكثر جدية وأكثر نظافة وواعد إن شاء الله”.
وعاد دربال إلى الاصلاحات التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث قال “منذ أن تولى السيد عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجزائر عرفت الاستقرار والتنمية واستعادت مكانتها بين أمتها العربية وبعدها الإفريقي والمتوسطي والدولي، ثم شرع بعد ذلك بعد استباب الأمر في إصلاحات سياسية معمقة وعميقة”.
وبخصوص الاستحقاقات المحلية المقبلة قال إن الانتخابات المحلية متشعبة وعدد المشاركين فيها كبير.. لدينا بعض الولايات تتعدى فيها البلديات 60 بلدية وهذا يتطلب كثيرا من الجهد..هذه الانتخابات مهمة جدا للبلاد وتحتاج إلى مزيد من الصبر والإقناع والوعود الصادقة ونحن مقبلون على تجربة حديثة، تجربة ستكون إضافة إلى رصيد الجزائر الانتخابي”.
وحول ما يسمى بـ”الربيع العربي”، ذكر دربال :”أتذكر عندما كنت سفيرا للجامعة العربية لدى بروكسل دعيت إلى ندوة نظمت في البرلمان الأوروبي حول ما يسمى بالربيع العربي، فقلت لهم عندما كنت في المرحلة الابتدائية وعندما كنا نكلف بموضوع تعبير وإنشاء عن الربيع كنت أتكلم عن السماء الصافية والخضرة المزدهرة والورود المتفتحة، أما ما حدث في البلاد العربية فهو أبعد ما يكون عن كل تلك الصفات”.