بهدف الترويح وتخفيف الضغوط…سهرات صيفية متنوعة تضيء ليالي الجزائريين

elmaouid

 يرى معظم الجزائريين أن فصل الصيف موسم للراحة والاستجمام.. وأهم ما يميز هذا الفصل عن الفصول الأخرى هو كثرة السهرات التي تختلف باختلاف عادات المواطنين والمناطق التي يعيشون فيها.

حيث يلجأ الجزائريون للسهر قصد الترويح عن النفس والتخفيف من الضغط النفسي والبدني الذي يتراكم بعد عام حافل بالعمل أو الدراسة بغية تجديد النشاط وإراحة النفس.

 البحر ملك السهرة

أجمع أغلب المواطنين الذين تحدثت معهم “الموعد اليومي” على أن البحر يمثل الوجهة الأولى التي يقصدونها في سهراتهم الليلية وذلك للتخفيف من شدة الحر ولإنعاش النفس، حيث يكون الجو ليلا لطيفا جدا بالقرب منه، إضافة للراحة النفسية والسكينة التي يمنحها لقاصديه، حيث قال “منير” وهو رب أسرة إنه يقوم باصطحاب أسرته من حين إلى آخر ليلا والمشي أمام البحر وتبادل أطراف الحديث وشرب العصائر وذلك للتخفيف من الضغط النفسي الذي يعتري الشخص من أعباء الحياة المتراكمة، مشيرا إلى أنه وبمجرد النظر للبحر يحس بهدوء شديد ينسيه زخم الحياة.

 

أما “سهيل” شاب في العشرين من العمر قال “إن البحر

ولا سبيل سوى البحر لقضاء سهرة ممتعة رفقة الأحباب والسباحة، وذلك لتوديع كل شيء سيء مر بي في محاولة لطي صفحة وبداية صفحة جديدة وتجديد النشاط والاستعداد لما هو آت”، وهو نفس ما ذهب إليه “منير” شاب في الـ 25 من عمره قال إنه يتوجه إلى البحر كل يوم تقريبا، مع بداية هذا الفصل رفقة عدد من أصحابه لقضاء سهرتهم أمام البحر للجلوس أمامه والتمتع بنسائمه.

 

محلات البوضة.. لا مكان شاغر ليلا

تعرف محلات بيع البوضة انتعاشا في تجارتها، نظرا للعدد الكبير من المواطنين الذين يقبلون عليها، خلال السهرات الصيفية، فجولتنا الاستطلاعية قادتنا للمرور على عدد من هذه المحلات الموجودة بكثرة في برج الكيفان واسطاوالي، فوجدنا أن الطاولات تعج بالمواطنين الذين أتوا من كل صوب وحدب لتناول البوضة وقضاء سهرتهم، وما جلب انتباهنا أيضا هو الكم الهائل من المواطنين الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر دورهم لتأمين طاولات لذويهم للجلوس وتناول البوضة قصد قضاء سهرتهم في جو يملأه المرح، فـ “مونيا” التي أتت رفقة زوجها وابنيها وبنت أختها قالت لنا “لا تحلو السهرة سوى بتناول البوضة بصحبة العائلة”، مضيفة أنها تتمتع كثيرا بتناولها ليلا خارج المنزل.

أما “كريم” الذي أتى رفقة عدد كبير من أفراد عائلته قال لنا إن السهرة لا تكون سهرة دون الخروج من المنزل وتناول البوضة مع العائلة أو الأصحاب للمرح والترويح عن النفس.

 

مدن الملاهي.. عروس السهرات

تعتبر مدن الملاهي وجهة العديد من العائلات الجزائرية التي يزداد الإقبال عليها مع غياب الشمس وانتشار الظلام بغية المرح والتسلية، كذلك مرت “الموعد اليومي” بمدن الملاهي الموجودة في حي الصنوبر البحري للتحدث مع بعض المواطنين واستطلاع آرائهم، حيث قالت لنا زكية إن الملاهي هي عروس السهرة، موضحة أن السهرة لا تكون سهرة دون اللعب في الملاهي رفقة العائلة والأحباب، مشيرة إلى أنها أحضرت معها صديقتين لها وأطفالهما، كما قالت لنا إن الملاهي هي الشيء الوحيد الذي يجعلها شخصا آخرا جديدا على حد تعبيرها.

كذلك قال لنا “مصطفى” الذي قدم رفقة عدد من أصدقائه إن الملاهي تكون ممتعة جدا ليلا، مضيفا أنها أحسن دواء للقضاء على المتاعب النفسية، “فريد” الذي أحضر عائلته قال “أحضرت عائلتي للعشاء واللعب مع عائلتي للترويح عن أنفسنا”، مضيفا “أنه يقوم بجلب عائلته من فترة إلى أخرى للملاهي ليلا وقضاء سهرة خفيفة ظريفة” على حد قوله بغية إراحة النفس من أعباء الحياة في جو يخيم عليه المرح، كما قال لنا الصيف هو أحسن فرصة للسهر والتجوال لتفريغ ضغوط العمل ومشاكله وإراحة الأطفال من متاعب الدراسة.

 

.. ولسكان الجنوب سهراتهم

في حين يحاول سكان المناطق الصحراوية خلق أجواء مميزة ومتعة تتناسب مع ظروفهم، حيث قال لنا “نذير” الذي يقطن في ولاية خنشلة إنه يقضي سهرته مع أصدقائه بعد صلاة العشاء بالتوجه أحيانا لحديقة عمومية موجودة في حيهم قصد تبادل أطراف الحديث، وأضاف أن معظم سهراته تكون في المنزل عن طريق مشاهدة الأفلام الأجنبية والمسرحيات، أما “نعيم” الذي يقطن في ولاية غرداية، فقد قال لنا إنه يقضي سهرته بالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر واستخدام الفايسبوك أو مشاهدة الأفلام، أما “عزيز” القاطن بولاية غرداية قال إن جل سهراته الصيفية تكون في لعب الشطرنج وسط عدد كبير من رفقائه، مضيفا بنبرة يطغى عليها طابع المزاح إنه ليس لديهم بحر ليسبحوا فيه فبحرهم هو رمالهم على حد قوله.

أما “فدوى” التي تعيش في ولاية ورقلة، تقول إن أغلب سهراتها تتم بالتناوب مرة الذهاب إلى الأقارب أو قدومهم هم إلى البيت واجتماع الصديقات كل يوم في منزل واحدة من الصديقات للسمر وأحيانا قراءة البوقالات التي تضفي جوا خاصا على السهرة على حد قولها.

 

الحفلات الغنائية الساهرة بين راغب فيها ورافض لها

تختلف السهرة الجزائرية باختلاف العادة والمعتقد والميزانية أيضا، فهناك من يحبذ الذهاب إلى السهرات الغنائية التي تنشط بقوة بحلول فصل الصيف والتي تعرف حضور أشهر المغنيين للترفيه عنهم، والبعض الآخر يرفضها رفضا تاما، فـ “سامي” شاب في مقتبل العمر قال لنا “أرفض رفضا تاما الحضور إلى الحفلات الصاخبة ويعتبرها من المحرمات”، أما عبد الرزاق فوجهة نظره معاكسة، موضحا أنه متعود على اصطحاب عائلته للسهرات الغنائية خاصة وأنه لا يرى ضررا من حضور هذه الحفلات ما دامت غير مخلة بالحياء، أما إسحاق وهو أب لأربعة أولاد قال لنا إنه يحبذ السهر في الحفلات الغنائية غير أن ميزانيته لا تسمح بذلك، مضيفا أنه يقوم بالتجوال مع العائلة بالقرب من البحر للترويح عن النفس.