بن غبريط في دوامة قرارات فجائية وتصريحات صلاحيتها  24 ساعة ..”انقــــلاب شتـــوي” في وزارة التربـــيــــة

elmaouid

الجزائر- لم تشهد وزارة التربية الوطنية حالة من الارتباك والتذبذب في القرارات مثل  الذي تشهده في الموسم الدراسي الحالي بشكل جعل أهم خرجات وقرارات بن غبريط تدخل في خانة “المؤقتة إلى حين”.

فاجأت وزارة التربية، الثلاثاء، الرأي العام الوطني حينما أعلنت في حدود منتصف النهار عن تعديل في رزنامة العطلة الشتوية بمنشور لم تتعد أسطره المختصر المفيد “بخصوص عطلة الشتاء للسنة الدراسية 2017/2016

طرأ تعديل عليها بالنسبة للسنة الجارية بحيث تبدأ العطلة ابتداء من مساء يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 إلى غاية يوم الأحد 08 جانفي 2017 صباحا” ، وهو التعديل الذي قلب تصريحات الوزيرة رأسا على عقب في فترة زمنية لم تتعد 24 ساعة وذلك بالعودة إلى آخر تصريحاتها التي نشرت، الثلاثاء، على أحد عناوين الصحافة الوطنية (صحيفة النهار) تقول فيها حرفيا أن “قرار تقليص العطلة الشتوية للتلاميذ لا رجعة فيه وانه جاء ليخفف الضغط على الأساتذة والتلاميذ” ليجسد إسقاطات “انقلاب” شتوي يتزامن مع 21 ديسمبر الذي يحتسب أول يوم عطلة للتلاميذ بالرزنامة الجديدة.

ويؤشر “انقلاب” بن غبريط على تصريحاتها في ظرف 24 ساعة بشأن ردها على الحملة الاحتجاجية التي قادها التلاميذ في عدد من ثانويات البلاد، إلى أن القرار يتجاوز فعلا وزارة التربية إلى جهات عليا يرجح أن تكون الوزارة الأولى أو رئاسة الجمهورية التي تكون قد فرضت خيار “التهدئة” في ظل المرحلة الراهنة خاصة وأنها تتزامن مع نهاية السنة التي يكون فيها التركيز الأمني على الاستعداد والتأهب لأي اعتداءات إرهابية محتملة والتي قد تشوش الاحتجاجات عليها ، كما أن المرحلة تتزامن والتحضير لاستحقاقات هامة فضلا على تخوفها من انفلات الوضع عموما إلى انزلاقات لا تستثني نموذج أحداث أكتوبر 1988.

والغريب في القرار الأخير التي اتخذته وزارة التربية أنه جاء في “توقيت” محرج حيث أن المعمول به هو أن يتم إعلام التلاميذ والأساتذة بأي تعديل في رزنامة العطلة عبر إرساليات رسمية عبر مديريات التربية ثم المؤسسات التربوية غير أن القرار هذه المرة جاء بعد دوام الثلاثاء الذي ينتهي عند منتصف النهار بحيث يستحيل التواصل مع التلاميذ ما يضطرهم إلى الالتحاق في اليوم الموالي، فضلا على أن مديري المؤسسات التربوية ذاتهم لم يعلموا بالقرار إلا بعد الدوام وأغلبيتهم من خلال الإعلام والنت وليس عبر الإرساليات الرسمية كما يفترض.

وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تدخل وزارة التربية في حلقة القرارات المتذبذبة، حيث سبق لها وأن أعلنت عن رزنامة جديدة لامتحانات شهادة البكالوريا والتي تتضمن تقليص الحجم الساعي للزمن المخصص للمواد الممتحنة مع تقليص أيام الامتحان وهذه الأخيرة التي نشرت بالثانويات قبل أن تتراجع وتلغي التقليص الساعي غير أن الرزنامة لم تنشر بعد في المؤسسات ولا تزال الرزنامة الأولى آخر ما نشر بشأنها.

لم تنجح حملة بن غبريط لتقليص أيام العطل المدرسية والتي أثارت امتعاض الأساتذة في وقت سابق قبل أن يلتحق التلاميذ بجبهة السخط على خيارات بن غبريط خاصة وأن عملية التقليص حملت “طرق تكتيكية” بإدراج الأعياد الموسمية ونهايات الأسبوع ضمن “الحساب المعلن” للوزيرة مقابل التوزيع المقلص الذي يستفيد منه الأساتذة كون حسابات وزارة التربية تفضي إلى عطلتي الخريف والشتاء تخص 7 أيام عمل فقط  في حين أن الرزنامة الرسمية تحتسب العطلتين 15 يوما. ح م