الجزائر – كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن الوزارة الوصية على القطاع بصدد تحضير خطة متوسطة المدى، تقضي بتعميم التربية التحضيرية على جميع الأطفال من 5 إلى 6 سنوات، وذلك بمساهمة
القطاعات الحكومية الفاعلة.
وأوضحت الوزيرة لدى إجابتها على انشغال النائب يوسف بكوش بالمجلس الشعبي الوطني بخصوص عدم تمكن جميع الأطفال من الاستفادة من برامج التعليم التحضيري، بأن العمل جار لتسطير برنامج تكوين وطني من أجل التكفل الأحسن بالأقسام التحضيرية ولتحقيق مبدأ الإنصاف، حيث ستخصص فترة معتبرة من الزمن البيداغوجي من أجل التكييف والمجانسة للفئات المختلفة في القسم الواحد، قبل بداية التمدرس في السنة الأولى من التعليم الابتدائي.
وأشارت إلى أن قطاعها يبذل جهودا كبيرة وبحسب الإمكانيات المتوفرة، لفتح أقسام للتربية التحضيرية بالمدارس الابتدائية التابعة للقطاع، حيث تم جعل هذا الجانب مؤشرا يؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم أداء رؤساء المؤسسات التربوية وذلك تشجيعا لكل المبادرات التي تتخذ في هذا المجال وتثمينا للمجهود المبذول، وذلك بغضّ النظر عن الطابع غير الإلزامي للتربية ما قبل المدرسية حسب التشريع الجزائري.
وأكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أن 70 بالمائة من التلاميذ الذين دخلوا السنة الأولى ابتدائي في الموسم الدراسي 2017/2018 استفادوا من التعليم التحضيري، وكشفت في هذا الإطار، عن تحضير دائرتها الوزارية لـ “خطة متوسطة المدى” تقضي بتحقيق التربية التحضيرية بالنسبة لجميع الأطفال البالغين من 5 إلى 6 سنوات، بمساهمة القطاعات الحكومية الفاعلة على أن يرجع لقطاع التربية الوطنية الجزء الأكبر من عبء عملية التعميم باعتبارها ضامنة لخدمة عمومية بامتياز. ولتحقيق هذه الخطة، قامت الوزارة بتسطير برنامج تكوين وطني للتكفل الأحسن بهذه الأقسام.
وأوضحت بن غبريط، الخميس، بالمجلس الشعبي الوطني في ردها على النائب يوسف بكوش، أن “الإحصائيات تبين أن 70 % من الأطفال الذين دخلوا المدرسة الابتدائية هذا الموسم الدراسي 2017/2018 استفادوا من أنشطة التربية ما قبل المدرسية، مهما كانت طبيعتها أو مدتها أو مضمونها”. وأضافت الوزيرة أن عدد الأطفال المستفيدين من التربية التحضيرية انتقل من 21.120 طفلا في سنة 1992/1993 إلى أكثر من 563.000 طفل هذه السنة الدراسية، مبرزة الجهود المبذولة من طرف الدولة في ضمان مقعد بيداغوجي لكل تلميذ بلغ سن السادسة.
كما أكدت أن هدف وزارة التربية الوطنية هو الوصول إلى ضمان تربية ما قبل مدرسية لمدة سنة تحضيرية واحدة على الأقل قبل التعليم الابتدائي لجميع الأطفال الجزائريين في آفاق 2025 بمختلف الصيغ الممكنة، مضيفة أن “هذا الهدف بقدر ما هو تحدّ وجب رفعه بقدر ما هو تعهد دولي التزمت به الجزائر في إطار أهداف التنمية المستدامة”.
وحسب الوزيرة يتولى قطاعها “التدخل في المناطق التي يصعب فيها الاستثمار للقطاعات الأخرى وللقطاع الخاص مثل المناطق المعزولة والنائية”.
وأما بالنسبة لتحقيق مبدأ الإنصاف، قالت بن غبريط إنه “يتم تخصيص فترة معتبرة من الزمن البيداغوجي من أجل التكييف والمجانسة للفئات المختلفة في القسم الواحد قبل بداية التعلم في السنة الأولى من التعليم الابتدائي”، وقالت إن جل التعلمات المقررة في الفصل الأول من هذا المستوى ترتكز إجمالا على إحداث انسجام بين تلاميذ الفوج التربوي في المكتسبات القبلية الضرورية لبناء التعلمات أكثر مما تركز على تعلمات جديدة.
كما أكدت أن الكفاءات المستهدفة هي كفاءات يتم تنميتها خلال الطور الأول بكامله (السنتين 1 و2 ابتدائي) وهو طور التعلمات الأولى.
وبعدما اعترفت بأهمية التربية التحضيرية للأطفال نظرا لكونها تساعد على تقوية القدرات “الجسمية والفكرية”، اعتبرت المسؤولة الأولى عن القطاع أن “هذا الأمر يدفعنا للعمل جاهدين وحسب الإمكانيات المتوفرة إلى فتح أقسام للتربية التحضيرية بالمدارس الابتدائية التابعة للقطاع”.
وذكرت في هذا الإطار بما تنص عليه المادة 41 من القانون التوجيهي للتربية أنه “بغض النظر عن الطابع غير الإلزامي للتربية ما قبل المدرسية، تسهر الدولة على تطوير التربية التحضيرية وتواصل تعميمها بمساعدة الهيئات والإدارات والمؤسسات العمومية والجمعيات وكذا القطاع الخاص”.
ويتبيّن من خلال هذه المادة، حسب الوزيرة، أن التربية التحضيرية غير إلزامية من جهة، ولا تقع على عاتق وزارة التربية فقط، وهو أمر مجسد ميدانيا من خلال الكثير من الشركاء الذين يقومون بالمساعدة على التكفل بهذه الفئة لأجل تحقيق تكافؤ الفرص، فإلى جانب المدارس الابتدائية العمومية، تقول الوزيرة، مؤسسات التربية والتعليم الخاصة، رياض الأطفال التابعة لوزارة التضامن، رياض الأطفال التابعة لوزارة الداخلية، مؤسسات وزارة الشؤون الدينية، مؤسسات الجمعيات، رياض الأطفال التابعة لوزارات وقطاعات وهيئات أخرى.