أحد رموز التضحية والكفاح البطولي

“بن عدة بن عودة”.. أسد غليزان وبطلها

“بن عدة بن عودة”.. أسد غليزان وبطلها

ولد الشهيد بن عدة بن عودة المدعو “سي زغلول”، في الأول من شهر فيفري من سنة 1927، بدوار العناترة، الواقع ببلدية سيدي امحمد بن عودة في ولاية غليزان.

نشأ الشهيد يتيم الأب منذ طفولته، وأذاقته قسوة الحياة مرّها، فقد أصيبت أمه بمرض السل عند ولادته، فأرضعته عمته حتى انتقل رفقة والدته المريضة إلى مدينة وهران، وهو في الثالثة من عمره، وفي عام 1932 م، توفيت أمه، فكفله خاله السيد بن يسعد مصطفى، وهو من رجال الثورة، فقد كان مناضلا معروفا في الحركة الوطنية، ومن أوائل المجاهدين الذين لبوا نداء الوطن والواجب.

كان سي زغلول، يتابع الدروس القرآنية في الكتّاب التابع لزاوية بن عودة ولد المولاي بحي الحمري، وعندما اشتد عوده أخذ يعتمد على نفسه في كسب قوته، حيث كان يعمل عند أحد التجار، في عام 1942، عاد الى مسقط رأسه، إلا أنه لم يلبث هناك طويلا وسرعان ما اتجه مجددا نحو مدينة وهران، منذ حلول سنة 1945، أصبح يتردد على مدرسة للتربية والتعليم مع مجموعة من مناضلي الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وجمعية العلماء المسلمين. في أواخر سنة 1948م، انضم إلى الجيش الفرنسي بوحدة المدفعية الخفيفة، وفي سنة 1949، حول إلى الهند الصينية، على متن الباخرة “كاليا”، ليشارك في الحرب هناك، وفي عام 1955 عاد إلى أرض وطنه الجزائر، وبعد أن قضى بين أهله وأصحابه عطلته التي دامت ثلاثة أشهر، والتي تعلم خلالها الكثير عن الثورة الجزائرية، عاد إلى الثكنة، ثم حول إلى مدينة الأربعاء، ليلتحق بعدها بناحية تلمسان.

وفي 12 مارس 1956م وبناحية تلمسان، فر رفقة مجموعة من الرفقاء من أحد مراكز الصبابنة، المتواجدة بضواحي مغنية، ليلتحق بجيش التحرير الوطني. في يوم 22 مارس 1956، عين سي زغلول برتبة ملازم، قائدا للعمليات العسكرية من ندرومة إلى وهران، عن الناحيتين الثانية والثالثة، في 14 جوان 1956، استلم مهامه للتقدم نحو منطقة مداغ على رأس ثلاث كتائب.

شارك في عدة معارك ضد قوات المحتل الفرنسي، كمعركة “سيدي غالم” الشهيرة ببلدية طفراوي بولاية وهران، وقد رقي بعد مؤتمر الصومام إلى رتبة ملازم أول، وعين قائدا عسكريا بالمنطقة الرابعة للولاية الخامسة التاريخية، قبل أن تلقي قوات الاستعمار القبض عليه سنة 1959، بضواحي عين تموشنت، إثر إصابته بجروح خطيرة خلال اشتباك مع الجيش الفرنسي، وقد تعرض إلى شتى أنواع التعذيب قبل أن يحكم عليه بالإعدام يوم 3 ماي 1960، من طرف المحكمة العسكرية الاستعمارية بوهران، غير أنه استطاع الفرار من السجن في السنة الموالية، وعين رائدا بجيش التحرير الوطني في نفس الولاية التاريخية.

وخاض العديد من العمليات العسكرية البطولية، بعد فراره من السجن بمناطق مختلفة من الوطن، ليسقط في ميدان الشرف يوم 14 مارس 1962 بمزرعة “أولاد بن رخرخ”، التابعة حاليا لجديوية بغليزان، إثر كمين نصبه له جيش المستعمر الفرنسي.