عبر21   لوحة قمة في الإبداع

بن شيخ بشير يحكي قصص عشق عن جمال الجزائر

بن شيخ بشير يحكي قصص عشق عن جمال الجزائر

تعكس لوحات الفنان بن شيخ بشير، فطرة الإنسان النقية التي لم تلوّثها أدوات العصر المصطنعة، ولا الأسوار المغلقة في قلب المدن الكبرى؛ فهو لا يكفّ عن الدعوة للرجوع إلى الطبيعة، التي تترعرع بين ربوعها قيم الحرية، والخير، والجمال، وكل علاقات إنسانية متينة. كما تحمل أعماله جانبا من ذكريات الصبا، وما فيها من يوميات وأحداث وأماكن، بقيت محفورة، تخرجها الريشة متى أراد الفنان بن شيخ.

يتواصل معرض بن شيخ بشير المعنون بـ “مناظر بلادي” برواق عائشة حداد إلى غاية 17 جوان الجاري يحكي عبر 26 لوحة عن مدى ارتباطه بمسقط رأسه وهي قرية الصدوق ببجاية، حيث نشأ وترعرع متذكرا محطات مؤلمة لا يمكن نسيانها إبان الثورة المجيدة. وأبدع الفنان في تصوير يوميات الفلاحين البسيطة، ومعالمها بدأت تتوارى اليوم بفعل التمدن والعصرنة محاولا من خلال الأسلوب الانطباعي والتصويري، أن يقف على أدق التفاصيل، ليصور بريشته، حياة القرويين والفلاحين وتبدو اللوحات وكأنها مرشد سياحي.  وقاد بن شيخ الزوار من خلال لوحاته المبهرة إلى دروب ومسالك الجبال والسهول الخضراء الممتدة والغابات إلى جانب مشاهد جني الزيتون، والحصاد، والرعي، والرحلة إلى سوق المدينة عبر المسارات الوعرة برفقة البغال، ومتعة الذهاب إلى غابات الصفصاف، والجلوس قرب الجداول، ناهيك عن لوحات تبرز شؤونها الأسرية؛ كتحضير الطعام، أو طحن الغلة.

ومن صدوق البسيطة في تفاصيل حياة أهلها، ينقلنا الفنان المبدع إلى العاصمة وبالتحديد الى عين البنيان الساحلية، أين ارتحل والتي جسد عبر لوحة رسم فيها البحر في هدوئه وهيجانه، ومشهد الغروب بميناء المدينة. ثم انتقل بريشته ليجسد غسل الملابس على ضفاف النهر بمنطقة بوسعادة مؤكدا بذلك ولعه وعشقه الأبدي بطبيعة الجزائر، يحملها معه أينما حلّ وارتحل.

ب-ص