احتفاءً بعيد المرأة، نظمت أوبرا الجزائر، ليلة السبت إلى الأحد، سهرة موسيقية استثنائية تحت عنوان “عرفت أنك جزائرية”، أحيتها أوركسترا المنوعات بقيادة المايسترو سيد أحمد فلاح.
وشكلت هذه السهرة حدثا فنيا راقيا يهدى للمرأة الجزائرية وهي تحتفي بعيدها العالمي، حيث تم الاعداد لبلاتو فني راقي شاركت فيه نخبة من الأصوات المتميزة، على رأسهم الفنان عبد العزيز بن زينة، والفنانة حسيبة عمروش، والفنان سليم الشاوي في باقة من أجمل الأغاني. السهرة وإن تقاطعت مع الشهر الفضيل، صنعت أجواء احتفالية رائعة، في موعد استثنائي بكل المقاييس احتفى بالمرأة وأهداها أجمل الألحان. وبرمجت أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، سهرات من الألحان العذبة خلال شهر رمضان الجاري، تجمع بين التراث الأصيل والنغم العصري وتستمر إلى 24 مارس. ومن خلال هذه العروض تؤكد أوبرا الجزائر على دور الفن في تعزيز الهوية الثقافية، وإحياء التراث الموسيقي الجزائري في قالب معاصر، يتماشى مع أذواق الجمهور المتنوّعة. فالفن ليس مجرّد وسيلة للترفيه، بل هو جسر يصل الماضي بالحاضر، ويعكس قيم الجمال والإبداع التي تتناغم مع روحانية الشهر الكريم.
ويتميّز برنامج هذه السهرات بتنوّعه؛ حيث يتنقل الجمهور بين عوالم مختلفة من الموسيقى، بدءا من الطرب الأندلسي الذي يقدّمه عدلان الفرقاني وسليم الفرقاني وزين الدين بوشعالة، ومرورا بالموسيقى العصرية مع فرقتي “بابيلون” و”فريكلان”، ووصولًا إلى الفن الشعبي الأصيل الذي يصدح به فنانون مثل عبد الرشيد سقني، وعبد القادر شاعو، ونزيم لمنور ومريم بن علال.
ولا تقتصر العروض على الألوان الموسيقية الكلاسيكية، بل تمتدّ لتشمل الطابع الشبابي العصري، إذ يشارك فنانون مثل حميد بلبش والشابة يمينة وسامي زرياب، ليضفوا على الأجواء لمسات موسيقية حديثة تحاكي ذوق الجيل الجديد. كما تحضر فرقة “الرحابة” التي تستحضر الأجواء الأصيلة للموسيقى الجزائرية بمختلف أنماطها. وسيكون الجمهور متعطّشا لسهرة الحكيم آيت منقلات. وتتنوّع السهرات، أيضا، لتقديم ليالي في نوع الديوان والصحراوي مع فرقتي “الفردة” و”امهران”. ولا شك في أنّ الموسيقى في رمضان تأخذ طابعا خاصا، إذ يمتزج الروحاني بالوجداني، لتصبح السهرات أكثر عمقا وتأثيرا.
في أوبرا الجزائر حيث يتمازج الضوء الخافت مع ألحان العود والكمان، يعيش الحضور تجربة سمعية وبصرية لا مثيل لها. تتعالى الأصوات العذبة في أروقة القاعة الكبرى، لتنقل الجمهور في رحلة عبر الزمن، بين مقامات الطرب الأصيل، وأنغام الإيقاع المعاصر.
وتحوّلت سهرات الأوبرا الرمضانية إلى موعد سنوي ثابت، يقصده عشّاق الموسيقى الراقية، والراغبون في الاستمتاع بليالي رمضان في أجواء فنية ساحرة. وهي فرصة سانحة لاكتشاف وجوه فنية جديدة، ومواكبة إبداعات الأسماء اللامعة في الساحة الموسيقية الجزائرية.
ب\ص