ألقى السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، كلمة قوية أمام اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار، جدد خلالها موقف الجزائر الثابت والداعم للقضايا العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية، التي وصفها بأنها “آخر إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي في إفريقيا”.
وأكد السفير أن الجزائر، التي عانت من ويلات الاستعمار، تلتزم مبدئيًا بالدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير، مشددا على أن قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة تصفية استعمار لم تستكمل بعد، وأنها مواجهة واضحة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. وأشار بن جامع، إلى أن القضية مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1963، ومع ذلك لم ينظم بعد الاستفتاء الذي وعد به الشعب الصحراوي، رغم القرارات الأممية، لا سيما القرار 2229 الذي يُكرس حق تقرير المصير. وانتقد السفير الجزائري تعثر بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، مؤكدًا أن القانون الدولي واضح في هذا الشأن، ومذكرا بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لسنة 1975، الذي عزز شرعية المطالب الصحراوية. كما أشار إلى أن محكمة العدل الأوروبية ألغت اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في أكتوبر 2024، بسبب غياب موافقة الشعب الصحراوي، مما يعكس عدم شرعية أي نشاط اقتصادي في الإقليم دون تنظيم استفتاء حر ونزيه. وفي ختام كلمته، دعا السفير بن جامع اللجنة الخاصة إلى تعبئة كل أدواتها من أجل ضمان حقوق الشعب الصحراوي، مشددا على أن الحل الوحيد الممكن يكمن في استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة، تضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
إ. ع