يواصل البنك الجزائري في موريتانيا، المعروف باسم “بنك الاتحاد الجزائري”، توسيع حضوره في السوق الموريتانية، حيث يستعد لافتتاح وكالته الثالثة بمدينة الزويرات، الواقعة شمال البلاد، خلال شهر جوان المقبل، حسب ما أفاد به المدير التجاري للبنك، محمد زروقي.
وفي تصريح له أوضح زروقي، أن هذه الخطوة تندرج في إطار خطة توسعية تهدف إلى تعزيز التواجد الجزائري المصرفي في موريتانيا، مضيفاً أن الوكالة الجديدة ستعقبها افتتاحات أخرى مرتقبة في العاصمة نواكشوط وفي مناطق اقتصادية نشطة عبر البلاد. وكان البنك، الذي بدأ نشاطه في موريتانيا سنة 2023، قد افتتح بالفعل وكالتين، إحداهما في نواكشوط والأخرى في نواذيبو، ويطمح خلال العام الجاري إلى لعب دور فاعل في تمويل عمليات التصدير من الجزائر نحو موريتانيا، إضافة إلى دعم مشاريع استثمارية تعزز التكامل الاقتصادي الثنائي. وفي هذا السياق، أكد زروقي أن من بين أهداف البنك لعام 2025 “إطلاق أنشطة التمويل، وتسريع معالجة العمليات ذات الطابع الدولي، ومرافقة الزبائن في ربط علاقات شراكة مع المتعاملين الجزائريين”، مشيرا إلى أن البنك يدرس حاليا عدة مشاريع وصفها بـ”الواعدة”، مقترحة من طرف متعاملين اقتصاديين جزائريين وموريتانيين، مع التركيز على جدواها الاقتصادية وأثرها في تعميق التعاون بين البلدين. وأضاف أن سنة 2024 خصصت لتثبيت الهيكل التنظيمي للبنك، وضبط الإجراءات التقنية والإدارية، إلى جانب اعتماد أنظمة المعلومات المناسبة، بالتوازي مع دراسة معمّقة للسوق الموريتانية وخصوصياتها.
موريتانيا.. بوابة الجزائر نحو غرب إفريقيا
من جهة أخرى، شدد زروقي على أن موريتانيا تشكل منصة استراتيجية لتصدير المنتجات الجزائرية نحو بلدان غرب إفريقيا، بفضل موقعها الجغرافي ومواردها في قطاعات المناجم، الطاقة، الصيد البحري، والحركية المتنامية لتجارتها الخارجية. ويعد البنك ثمرة شراكة بين أربعة بنوك جزائرية عمومية، هي القرض الشعبي الجزائري الذي يملك حصة الأغلبية بـ40 %، إلى جانب كل من البنك الوطني الجزائري ، البنك الخارجي الجزائري ، وبنك الفلاحة والتنمية الريفية ، بنسبة 20 % لكل منها، ويبلغ رأسماله 50 مليون دولار. وتشهد العلاقات الجزائرية-الموريتانية، زخما متزايدا في السنوات الأخيرة، تجسد في ارتفاع المبادلات وتوقيع اتفاقيات تعاون عدة، فضلا عن مشاريع استراتيجية قيد الإنجاز، أبرزها مشروع الطريق الرابط بين تندوف والزويرات على طول 840 كلم، الذي تتولى مكاتب دراسات جزائرية إنجازه، وينتظر أن يحدث تحولا كبيرا في الربط التجاري بين البلدين.
المعرض الجزائري في نواكشوط.. واجهة اقتصادية واعدة
في السياق ذاته، اعتبر زروقي أن المعرض الجزائري للمنتجات المنظم حاليا في نواكشوط يشكل فرصة سانحة لتعزيز المبادلات التجارية، ودعم الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، مؤكدا مشاركة البنك في هذه النسخة بعد نجاح مشاركته في الدورة الماضية، التي شهدت اهتماما واسعا بالمنتجات الجزائرية. وختم زروقي تصريحه، بالتأكيد على أن “بنك الاتحاد الجزائري” يعمل على تسهيل المبادلات وتمكين المؤسسات الجزائرية من التوسع في الأسواق الإفريقية، من خلال تقديم حلول مالية ملائمة تعزز الثقة والتكامل الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا.
محمد بوسلامة